"هل ستنسون ما حدث إن أخبرتكم عن الشخص الذي هربني؟"

101 12 16
                                    

بعد ان تخرجت صرت أشعر اني حرة لا أحد يستطيع أن يفرض رأيه علي كنت حرفيا أفعل ماأريد دون خوف ودون حواجز ولا أبالي بعواقب أفعالي!شيئا فشيئا أصبحت مدمنة ممنوعات من الطراز الأول وكنت اكثر من الشراب وأصرف كل أموالي على اللعب والقمار

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

بعد ان تخرجت صرت أشعر اني حرة لا أحد يستطيع أن يفرض رأيه علي كنت حرفيا أفعل ماأريد دون خوف ودون حواجز ولا أبالي بعواقب أفعالي!
شيئا فشيئا أصبحت مدمنة ممنوعات من الطراز الأول وكنت اكثر من الشراب وأصرف كل أموالي على اللعب والقمار.
مرت سنة ومعها فيكي تحولت لإنسانة فظيعة حتى امي وأبي لم يعودا يتحملان أفعالي ومشاكلي، لقد ضحيت كثيرا لإرضاء أصدقائي الذين قادوني نحو الهلاك وأولهم كان زميلي في الجامعة 'بوب'

مرت سنة ومعها فيكي تحولت لإنسانة فظيعة حتى امي وأبي لم يعودا يتحملان أفعالي ومشاكلي، لقد ضحيت كثيرا لإرضاء أصدقائي الذين قادوني نحو الهلاك وأولهم كان زميلي في الجامعة 'بوب'

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

ذات مرة بينما كنا في أحد المقاهي وأنا كنت مكثرة جدا من الشراب لاأستطيع التحرك حتى...دخلت علينا الشرطة فهرب كل أصدقائي قبل وصولهم ولم يتعبوا أنفسهم بإيقاظي بل نسوا أمري كليا وتركوني أقع في يد الشرطة التي قامت بتفتيشي فوجدت عندي حزمة من الممنوعات فتم سجني بتهمة بسيطة إلا أنه بعد أن تم تفتيش منزلي وجدوا عندي كميات لا تحصى من المخدرات أدت بي إلى السجن لمدة ستة سنوات، هذا هو الحكم الذي اصدر علي!
ادخلت سجنا نسائيا مليئ بنساء مقرفات، كنت أحاول ان أبقى بعيدة عنهن لكنهن هن اللواتي كن يتعرضن لي لقد كن يظلمنني ويهاجمنني دون أي سبب لقد أردت الإنتحار بسببهن!
لم ادرك ما انا فيه، لم أتوقع يوما أن اكون في هذا الوضع، الجميع تخلى عني ولم يسألوا عني حتى...
كنت دائما حين أنام أشعر بالراحة لأني أحسب ان كل شيء أمر به الآن ماهو إلا حلم بشع وسأستيقظ منه!
حين سمعت جوليكا المسكينة الخبر قلبها الكبير ذاك كاد يتوقف، لكن ماكان بيدها أية حيلة مع ذلك لم تستطع أن تتركني هكذا وأنا في هذا الحال.
أرسلت طلب عمل في ذاك السجن ونظرا لقلة الحراس والجنود لم يتم رفض طلبها، وبعد شهرين تم قبولها وإستغرقت شهرين آخرين لتدريبها ولتصير رسميا إحدى حارسات سجن برلين الشرقي!
بعد شجار مع إحدى السجينات في الشهر السادس من سجني تم رمي في السجن الإنفرادي، وبينما أنا في أعلى درجات غضبي دخلت الغرفة حارسة مألوفة...كانت جوليكا نفسها غير أن تلك الزرقة في عينيها إختفت وأصبحت عيناها سوداوتين حالكتين. عانقتني وبدأت تبكي بشدة على الحال التي كنت فيها ثم مسحت دموعها وأعطتني حقيبة فيها لباس حراس ورزمة من المفاتيح وبدأت تفهمني كيفية الهروب وتشرح لي الخطة أما أنا فكنت أصرخ في وجهها واوبخها وأصفها بأسوء الصفات مع هذا هي ظلت مبتسمة ولم تنتظر مني الشكر حتى، ثم خرجت وهي تمسح دموعها.
كنت سعيدة جدا لم أتوقع هذا...لم اصدق أني سأخرج من هنا أخيرا ولم أهتم بمن سيكون السبب في إخراجي كما لم أهتم فيمن كان السبب في دخولي!
كنت لا أزال شابة في 19 من عمري والحياة لاتزال طويلة أمامي ولايمكنني أن اضيعها هنا، لذلك فكرة الهرب هي الحل الوحيد!!
في السابع من يوليو سنة 1966م على الساعة الخامسة إلا ربعا إرتديت الزي الرسمي للحرس وحاولت إخفاء وجهي بالقبعة والنظارات، فتحت باب غرفتي وخرجت وواصلت المسير بثبات وكل خطوة تقربني نحو الحرية أكثر...حين وصلت للبوابة الأخيرة إذ بجسم إمرأة ضخم يعترض طريقي، كانت إبتسامتها الخبيثة تنظر إلي مباشرة وكانت هذه السيدة هي حارسة الجناح السفلي ولا أعرف كيف تعرفت علي، جعلني النظر في عيناها اصيب بالشلل لشدة الرهبة التي تملكتني حينها وكان صوت ضحكها ذاك كصوت الحمار حين يضربه صاحبه بالسرج. إنهرت تماما وإستسلمت للقدر القادم نحوي!
بدأت تلك المتوحشة بضربي بعصا رقيقة متجاهلة صوت صراخي وتألمي ثم أمسكت بشعري البرتقالي الثمين وجرتني إلى غرفة ضيقة فيها مصباح يكاد ينطفئ وكرسي مكسور وطاولة مهتزة وكانت قذرة أكثر من شعر تلك السيدة، دفعتني للداخل وأقفلت علي الباب. وتركتني ساعات وحدس هناك أفكر في كل لحظة من حياتي القديمة السعيدة وكنت على وشك ان أبدأ بالندم على بعض الأمور التي فعتها سابقا...
وعندما عادت كان معها مدير السجن الذي لم يسبق لإحدى السجينات أن رأته...كان اشبه بالوحوش الخرافية لم أتحمل النظر إليه حتى! بدآ بالصراخ وضرب الطاولة والكثير من الأعمال المستفزة. لم أكن في حالة تسمح لي بسماع وفهم مايقولان!

وفجأة خطرت ببالي فكرة لو وصفت بالشيطانية لن يكون وصفها دقيقا وكافيا فقل اخاطبهما بصوت واضح رغم إرتجافه وتقطعه:"هل ستنسون ماحدث إن أخبرتكم عن الشخص المسؤول عن تهريبي؟"ساد الصمت وبدأ الإثنان يتبادلان النظرات وبعد مدة قصيرة تكلم المدير: هل هي سجينة أ...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

وفجأة خطرت ببالي فكرة لو وصفت بالشيطانية لن يكون وصفها دقيقا وكافيا فقل اخاطبهما بصوت واضح رغم إرتجافه وتقطعه:"هل ستنسون ماحدث إن أخبرتكم عن الشخص المسؤول عن تهريبي؟"
ساد الصمت وبدأ الإثنان يتبادلان النظرات وبعد مدة قصيرة تكلم المدير: هل هي سجينة أم حارسة خائنة؟
شعرت بالسعادة عند سماعي هذا الكلام أحسست بالأمل يعاود الحياة في داخلي...لم اجب عن سؤاله بل طلبت منه هو أن يجيبني أولا هذا ماتعلمته من لعبة الأوراق إستفد من جهل خصمك لتبيعه إجاباتك!
بعد أن فكر قليلا قال لي أن تهمتي ليست بالكبيرة أمام تهمة الخيانة العظمى ولو تعاونت معهم وأبلغت عن هذا الخائن سيقللون من مدة سجني بدل مضاعفتها وهو شخصيا سيتوسط لي لتعود حريتي لي من جديد وكل ماعلي قوله هو ذكر إسم جوليكا وستشكرني الدولة بنفسها على هذا...لكني حينها لم أكن اذكر إسمها فإضطروا أن يأتوني بصور كل العاملات في السجن حتى إستطعت إيجاد جوليكا غارمونيديا الخائنة فقبضوا عليها بعد أن إعترفت مباشرة على أنها هي من دبرت لكل شيء وهي من أجبرتني على القيام بذلك وكل هذا لتدفعني خارج السجن!
بعد شهرين تم إطلاق سراحي خرجت ورأيت الشمس من جديد وعدت لحياتي وإلى أصدقائي الأوفياء جدا ولم يسألني أحد كيف خرجت من السجن أو مذا حدث لي هناك وهذا لم يزعجني إطلاقا!
لوهلة شعرت ببعض الأسى نحو جوليكا لكن سرعان ماتبدد حين قلت بلا وعي تام؛ وها أنا الآن خارج السجن يجدر بهذا أن يسعدها فهذا ماكانت تريده وأيضا فيكي ليست من تقبل مساعدة أيا كان لذلك هي مجبرة على أن تكون ممتنة لي.
وبعد تلك اللحظة نسيتها تماما!!

                               ♧♧♧

الصديقة الرائعة: لما اعيش؟Where stories live. Discover now