{ الفصل الثــامن }

18 2 1
                                    

" إلى الذكريات الجميلة.. لا تبعثي بالحنين "

***
اغرورقت عيناها بالدموع العاجزة، لم تدري ما يحدثُ معها، وما كل تلك الأحلام الغريبة، أخذت تنظر ليديها فخُيل إليها أنها مغطاةٌ بالدماء.

إنتفضت جالسة بجسد مرتعش، بينما الخيال لم يفارقها، وبدت لبراين حينها وكأنما هي شاردةٌ في ملكوت آخر منفصلٕ عنهم، فناداها بقلقٍ:

" كارلا .. عزيزتي .. إهدئي.."

وصلها صوتهُ بعيداً فالتفتت تنظرُ نحوه بعينين شاخصتين، ورأتهُ حينها مغطاً هو أيضا بالدماء!

صرخت بأعلى صوتها بينما تنسلُ من يديه، لم يفهم أحدّ مصابها، والأعينُ الحائرة ترمقها بنظرات حزينة، تدخل ماكسيموس حينها بينما يحاول إمساكها:

" كارلا.. أنت بأمان هنا .. أخبريني ما الذي يحدث معكِ؟"

لم تكن تنصت، ودقاتُ قلبها كانت أعلى صوتٍ تسمعه، ثم إنسل صوت من بعيد يقترب:

" غرايس"

"غرايس"

صرخت بأعلى صوت:

" أنا لستُ غرايس!"

عم الصمت بينهم، لم يدري أي منهم كيف يساعدها بينما الدموع ملأت عيني جوليا بحزن، بينما في تلك الأثناء شخص آخر في المكان سمع الهمس أيضاً، وكان يقفُ أمام شارد الملامح، وفي اللحظة التي تليها، اقترب منها مسرعا يحتضنها بكلِ قوة، حاولت المقاومة ولكن سامويل كان قد حاول شل حركتها بحصر يديها في ذلك العناق، وامتدت يدهُ بهدوءٌ تربتُ على شعرها.

بدأت حركتها تسكنُ تدريجيا، حتى تباطئت وتيرةُ تنفسها مع كلمات سامويل المُطَمئِنة لها، سكنت بين أحضانه إلا أن النظرةَ الشاخصة لم تفارق ملامحها، أجلسها في أقرب أريكة بينما إلتف حولهم براين وجوليا وماكسيموس.

***
" مظهركِ الرقيق لا زال عالقاً لا يبارحُ تفكيري، فهل لا تزالُ لجاذبيتي مكان في ذاكرتك!"

***

تمرُ الأيام والليالي، ولازالت تلك الأحلام ترهقُ مضجع كارلا، وكما العادة استيقظت الليلةَ أيضًا للمرة الثانية، إلا أنها عزمت عدم العودة للنومِ مجدداً، وهي تعلم أين يجبُ أن تذهب لتجد إجاباتٍ لما يجول في رأسها من أسئلة.

وكان ذلك بينما هي تقفُ أمام الشجرة في ذلك المتنزه كما وقفت آخر مرة، بينما عيناها ثُبتت على تلك الصخرة التي حفرت عليها عبارة "غرايس"وبهدوءٍ تام وقلبٍ مضطرب، لمستها كالمرة الماضية تماما، ولحظاتّ وفتحت فوهةٌ وسقطت فيها كارلا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 11, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سُمًوُكِ ||Your Highness حيث تعيش القصص. اكتشف الآن