{الفصلُ الثالث}

234 30 112
                                    

لا تدعوا الروايات تلهيكم عن العبادات

[سُبحان الله وبحمده ،سبحان اللّٰه العظيم]

_____

الأسود يليق به..
يليقُ به كثيراً..
يليقُ به كثيراً بطريقةٍ تتعبُ قلبي ~
بطريقةٍ تدعوني للإقترابِ أكثر..
إقتراباً يُرهقُ روحي المتعبة..
يُرهقُها كثيراً ❤️


***

جلَس سامويل مسنداً ظهرهُ على جذعِ الشجرة، ثم رَبّتَ على العُشبِ بجانبه مشيراً لها بالجلوس، إقتربت بإستحياء وجلست تضمُ ركبتيها إلى صدرها مبقيةً مسافةً بينها وبين سامويل الذي أخذ ينظُرُ نحوها بإبتسامةٍ غريبة، تنحنحَ قليلاً وقال: " إذاً أنتِ ابنةٌ براين!" أومأت دونَ رد فأكمل :" في أي سنةٍ تدرسين؟"، وبدا كأنهُ أدركَ ما يستهويها حين رفعت عينيها بلمعةٍ متحمسة وقالت بصوتٍ هادئ:"سأسجلُ في الجامعة مع بداية الموسمِ الدراسي القادم"

رفعَ حاجبهُ بإستخفافٍ يطالعُ جسدها الضئيل ونظرةُ الشكِ تتراقصُ في عينيه العسليتين، وقال " أنتِ تمزحين، أليس كذلك؟ "

عبست وزمت شفتيها نافيةً:" إطلاقاً"، ضحك بإستهزاء وأكمل:" تريدينني أن أصدق أنك ستدخلين الجامعة، كم عمرك يا فتاة؟ "، نظرت نحوه بطرف عينها ثم أشارت نحوه بسبابتها بتهديد نحو وجهه وقالت :"إسمعني يا هذا!، إما أن تتوقف عن السخرية أوـ" قاطعها:" أو ماذا؟ "

إبتسمت بشر وقالت :"هذا" وقبل أن يدرك مقصدها شعر بمعدته تتقلص من لكمتها، فانحنى بألم وصرخ بصوتٍ عالٍ :" اللعنة".

ضحكت بصخب وقالت: "لم تكن أقوى ضربةٍ لدي أيُّها الضعيف" ومدت يدها تساعده على الوقوف، ولكن بكل خفة لف يدها خلف ظهرها وأحكم وثاقها، وقالت:" تملك حركات جيدة"، وفي لمح البصر صار الموقف مقلوباً، فهتف بحنق:" كيف تفعلين هذه اللعنة!"، اقتربت من أذنه :" عليك التوقفُ عن اللعن أولاً، ثم عليك أن تقضي ثلاث سنوات في تعلم فنون الدفاع عن النفس" ثم تركت يده التي أخذ يمسُدها عدةَ مراتٍ وهو يشتِمُ بصوتٍ خفيض.

***

وضعَ قدماً فوق الأخرى باستعلاءٍ واضح وهو ينظُر باستصغار نحو الموجودين، نقل بصرهُ نحو كآسه الفضي ورفعهُ إلى شفتيه يرتشفُ منه القليل بتلذذ، كان الصمت يعم المكان إلا من وقع طرقات ذلك الرجل وهو يضعُ الكأس الفضي بقوة على الطاولة، ولازالت تلك الإبتسامةُ السمجة تزَينُ شفتيه، نهضَ بوقارٍ، ووضع كلتا يديهِ على الطاولة مستنداً عليهما، وهتفَ بصوتٍ عالٍ:"قريباً جداً سيعودُ مجدنا ومجدُ أجدادنا"، ثم رفعَ يده وضربَ بها على صدره وأكمل:" اليومَ سيعودُ من يعيدُ مجدناَ، ويرفعُ شأننا!"

سُمًوُكِ ||Your Highness Donde viven las historias. Descúbrelo ahora