{ الفصلُ السـادِس}

160 19 34
                                    

قراءة ممتعة ❤

[ لا تدعوا قراءة البارت تلهيكم عن العبادات]

الفصل مُهدى للجميلة Fruto_chan


***
{ أحِط نفسك بعباءة من الغموض!}

***

صداعٌ، وألم شديد يجتاحُ جسدها الملقىٰ على الأرض، رغم الرؤية الضبابية التي تُعاني منها إلاّ أنّها واعيةٌ تماماً.

رفعت يدها بصعوبةٍ تُدلِّكُ مقدمة رأسها لعلّ الصداعَ يغادِرُها؛ ولكنهُ ظل ينهَشُ رأسها بلا رحمة، رفعت الجزء العلوي من جسدها وهي تستندُ على ذراعَيْها، كانت يداها متشنجتان ولكنها شعرت وكأن الألَم يزول تديريجاً حتى شعرت وكأنها لم تسقُط على أرضيةٍ صلبة!

وقفت فشعرت وكأنّ الأرض تميدُ بها، ولكن لثوانٍ معدودة ثم إختفى ذلك الإحساس وحلّ محلّهُ نشاطٌ غريب؛ كانت أول مرة تشعُرُ بهكذا شعور، الأمر مشابهٌ للإستيقاظ بعد ليلة قضيتها في ينبوعٍ حار.

تفحصت بأنظارها ذلك النفقَ، كانت جدرانهُ مبنية من الحجارة، فكرت' يشبه الممرات السرية في قلاع الملوك'، كان الجزء الوحيد المضاء هو المكانُ الذي تقفُ فيه كارلا،كان هناك شعلةٌ في كلِ جدار، كانت تشعُرُ بالرهبةِ تحيطُ بقلبها وترسلُ إشاراتٍ لعقلها بأن لا تتزحزح من مكانها وتنتظرَ والدها ليبحث عنها.

حركت رأسها وكأنها تنفضُ تلكَ الأفكارَ بعيداً، تذكرت هاتفها المحمول فسارعت تتحسَسُ جيبها الأمامي الأيمن مخرجةً إياّه وهي تبتسم بإنتصار، لكن سُرعانَ ما عبست وهي ترى إنعدامَ الإشارة، تهدَّل كتفاها بإحباط، قررت المضي عميقاً داخل النفق علّها تجد مخرجاً، فأشعلت ضوء الهاتف وخطت للأمام، ما إن لامست خطوتها الأولىٰ حتى إشتعلت شعلتين من اللاشيء، وإنطفئت السابقتين.

مضى الحالُ هكذا حتى وقفت أمام بابٍ خشبي يبدو عليهِ القدم، كان بطولِ المترين تقريباً، وأعلاهُ مزينٌ بزخارفَ جميلةٍ بلون ذهبي، وتحت الزخارِف نُقِشَ بأحرف ذهبيةً بارزة " حيثُ توجدُ حقيقةُ كلِ شيءٍ" ثم تابعت قراءة السطر السفلي "أحياناً حتى الأساطير تنقلُ جزءاً من الحقيقة"، شعرت بالغرابة وهي تُمسكُ مقبض الباب، كان عالقاً نوعاً ما، ويحمل نقشَ تاجٍ عليه، أعادت محاولة فتحهِ بقوةٍ أكبر هذه المرة فإنفتح بسهولة، وكأنما أرادها فقط أن تلاحظَ النقش!

حينَ فُتِح الباب، نسمةٌ باردةٌ داعبت وجهها فأغمضت عينيها بإستمتاع، ثُمَّ فتحتهما ودخلت عبره، كان المكانُ خاطفاً للأنفاسُ فالسقفُ كان عالياً، مكونٍ من معيناتٍ زجاجية تظهرُ بريق النجومِ المتلألئة في السماء، كانت علاماتُ الإنبهارِ تزينُ وجهها، واصلت فحصها فمررت أنظارها نحو نحو الجدران الثلاثة: الإيمن، الأيسر والجدار الخلفي المتصل بالباب، كان كل منهم مغطى كُليَّا برفوفٍ من الكتبِ المتراصةِ حتى لا تكادُ ترىٰ فراغات ما بينها، أما الجدار المقابلُ لها فتوسطتهُ لوحةٍ فنية دقيقة لإمرأة فاتنة شابة، عينان عسليتان، وبشرة ناصعةُ البياض، الشيءُ الوحيد الغريب كان شعرها الأبيضُ الذي أضفى لعينيها بروداً غريباً، كانت هالةٌ من القوة تنبعثُ منها.

سُمًوُكِ ||Your Highness Where stories live. Discover now