{ الفصلُ الخـامس}

158 18 51
                                    

قراءة ممتعة ❤️🌼

***

" الأحلام التي تبقى أحلاماً لا تؤذينا "
-أحلام مستغانمي-

______

الذكرياتُ هي أكثر ما قد يؤذي الإنسان، تماماً مثلما قد تكون هي الشيء الوحيدَ الذي يحُثهُ على المضيّ قُدماً، أما ماكسموس فالخيار الثاني هو ما ينطبقُ عليه، فبينما كان يعبر الباحة الأمامية لقصرِ عائلته، كانت الذكرياتُ تتدفقَ نحو عقله دون توقفْ، ابتسامةٌ لطيفة؛ عينانِ تضيقانِ عند الضحك؛ لمسة رقيقة محكمةٌ على يده، كانت دوماً مزيجاً متناقضاً، حنونةً تارةً وقاسية تارةً أخرى، ضعيفةٌ حيناً وأقوى من رأى حيناً آخر.
وصل لبوابة القصر وخرج منها مكملاً طريقهُ نحو مكانهِ المفضل.

***
{ والله أني اشتقت.. اشتقتُ كثيراً.. لذلك الجنون الذي كان يغمرني، إلى التوليفة الغريبة التي كانت بيننا!}

***

وصل كلٌ من سامويل وكارلا إلى المكان الذي أرادها أن تراه، كانت حديقةً جميلةً للغاية، وكان الأطفالُ يركضون هنا وهناك، أما كارلا فقد كانت منبهرةً بروعة الحديقة وهندستها، كانت عينيها تتفحصان المكان بحب، كانت من النوع الذي يحب الزهور ويهوى الحدائق، ظلت تتجول في المكان وهي تتابدلُ الحديث مع سامويل حول حياته، كان في السابعة عشر مثلها، وسيدرس إدارة الأعمال كي يهتم بعمل العائلة، بعد مضي ساعة تقريباً تلقى سامويل مكالمةً من والدته فإعتذر مغادراً، بقيت كارلا تراقب الأطفال وهم يمرحون.

"غرايس" همس خفيض تسلل إلى أذنها، اقترن حاجبيها في استغراب، " غرايس" تسلل الهمس مرةً أخرىٰ فوقفت متحفزةً واخذت تتبعه بينما صوتُ الهمسِ يتعالى، وقفت أمام شجرة كبيرةٍ نسبةً للأخريات، توقفَ الهمسُ فجالت حولها بتفحص ولكن لم تجد أحداً، نفضت الأفكار التي تزاحمت في رأسها وابتعدت عائدة إلى منزلها.

***

في صباحِ اليومِ التالي، تجهزت للذهابِ إلى الجامعة ونزلت نحوَ الأسفل، وجدت السيد براين جالساً في طاولةِ الطعامِ الموضوعةِ في المطبخ، وهو يسندُ رأسهُ بذراعيه، بدى شارداً للغاية حين حيّتهُ ولم يُجِبها، ولكنهُ انتبه إليها حينما جلست في الطرف المقابل، إبتسم بتعبٍ ونهض من مكانه متجها نحو، قبل جبينها بحنانٍ وقال: " كيف حال جميلتي اليوم؟"

أغمضت عينيها مستمتعةً بفيض المشاعر الذي غمرها وأجابته:" أشعرُ أني في أفضلِ حالٍ مادام يومي يبدأ بك أبي" صمتت قليلاً ثم تابعت: " ماذا عن أروعِ أبٍ في الكون؟ تبدو مرهقاً!"

" كانت ليلةً شاقةً، الكثيرُ من العمل"

تنهد السيدُ براين مجيباً بينما يحضرُ الإفطار، تسائلت كارلا: " بالمناسبة، ماهو عملك يا أبي؟".

سُمًوُكِ ||Your Highness Where stories live. Discover now