{الفصلُ الرابـِع}

190 28 55
                                    

قراءة ممتعة ❤️

رمضان كريم وكل عام وانتم بخير ❤️

****

{ جميلةٌ تلكَ الأمسياتُ التي جمعتني بك، تجعلني أقع في حبك مراراً وتكراراً}

____


تحرِكُ رأسها يُمنةً وشِمالاً، كان جبينها يتعرقُ بشدة، ملامحها تنكمش حين وتنبسطُ حيناً آخر؛ بدا وكأنها تُعايِشُ حلماً ما؛ أو كابوساً على الأرجح.

فتحت عينيها فجأة وهي تستقيم جالسةً، وأنفاسها تتلاحقُ بسرعة، شهيق وزفير، حثت نفسها على التنفس برطءٍ حتى تهدأ، أدركت أنُ لم يكُن سوى كابوسٍ عابر، تنهدت بعمق بينما ترمقُ المكان حولها بنظراتٍ متفحصة، هي ليست في بيتهم البتة!

فالغُرفة أوسع من غرفتها بمرتين، والسرير أكبر أيضاً، وكان ينير الغرفةَ المظلمة ضوءُ القمرِ المتسللِ من بابِ الشرفةِ المفتوحة، كان ليلةً باردةً للغاية، فالهواء الباردُ المداعبُ للستائر يتغلغلُ إلى عظامها.

كانت الغرفة مكونةً من سرير واسع وخزانةٍ لم تتبين ملامحها في الظلمة بينما أنار الضوء المتسللُ جزءاً من التسريحة، ثم لاحظتْ أريكةً في الجانب الأيسر للسرير، فلمحت جسداً متمددًا عليها؛ أزاحت الغطاء عن جسدها ونهضت من السرير بخطواتٍ متمهلة، واقتربت بهدوءٍ نحو الأريكة، كان والدها براين يغطُ في نومٍ عميق، وبدى لها أنهُ كافحَ ليبقى مستيقظاً، إبتسمت ثُم أحضرت الغطاءَ ووضعتهُ فوقَ جسده.

أخذت تقتربُ من الشرفة المفتوحة ببطءٍ ببنما البرودة تنخرُ أطرافها، لم تدري لما تلك الرغبة الملحة في الخروج إليها تتملكُها، ما إن عبرت الباب حتى لامسها ضوءُ القمر وكأنما يداعبُها، كانت الشرفةُ صغيرة الحجم، خاليةً سوى من كرسي هزاز خشبي وطاولةٍ صغيرة بجانبه، بينما السور التفت حولهُ أعرافُ نباتاتٍ متسلقة، لكن ما جعلَ الإستغرابَ يتملكُها أكثر، هو تلكَ الزهور الصغيرة البنفسجية التي كانت متفتحة وكأنما تناشدُ البدر في السماء.

رفعت رأسها للبدر الفاتن ولا إرادياً أسندت يديها على السور، فجأةً ارتفع صوتُ عويلٍ صاخب فارتجف بدنها بشدة، وتملك منها الخوف، فاشتدت يديها حول السور، أما عينيها فتوجهت نحو الغابة المقابلة، حينها لمحت الذئب الأبيض يقفُ على الجانب الآخر.

شعرت بالهدوء يتسللُ إليها رويداً رويداً، ولكن انتفضت مرةً أخرىٰ حين شعرت بيدٍ توضعُ على كتفها فاستدارت بسرعة، لترى والدها ينظرُ نحوها بحنانٍ جلي، تقدم أكثر وضمها إلى صدره قائلاً :" كيف حالُكِ الآن عزيزتي؟"

تنهدت وأجابت يخفوت:" أنا بخير الآن" ثُّمَ أضافت متسائلةٍ :" ما الذي حدث؟"، ابتعد عنها ثم احتضن وجنتيها مجيباً: "لقد أغمي عليكِ في الغابة، وجدك سامويل مغمىً عليكِ وعاد بك"، سكت قليلاً ثمُ أكمل :"لما هربتِ عزيزتي؟"

سُمًوُكِ ||Your Highness Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang