2- أنا مِش أنا.

1.9K 171 104
                                    

ما الكلمة الأنسب لوصف يوم كنت فيه أقع _وبلا استثناء_ في حب زملائي بالعمل، أنا الّتي قد ماتت مشاعرها منذ دهر ها هيَّ الآن تحت كل ذكر مرّ من أمام عيناها.

تلك الكارثة صراحةً تسليني، ربما يتعجب البعض ولكن منذ طفولتي وأنا أعشق كل ما هو متهور ويمكن أن يؤدي بي لأجلس في السجن للمتبقي من عمري.

وبعد أن مرَّ اليوم الّذي لم يخلُ من الابتسامة الرقيقة الّتي لا تعبر عني تمامًا وأخيرًا ها أنا أجلس في غرف وقد علمت من والدتي أن أبي الكيميائي العظيم ذهب لعملٍ طارئ في محافظةٍ أخرى، سأشتاقُ له حقًا رغم ما يفعلهُ بي من تجارب.

لعبت من أختي الصُغرى 'فِضة' وبالطبع من الاسم علمتم من سماها، والدي المهووس بالمعادن والمركبات الكيميائية صمم على تسمية أختي بذلك الاسم المميز وهربت أنا منه لِتسميني أمي باسم تلقيت بسببه الكثير من النكات الثقيلة على روحي.

في وسط نقاش مع أختي الصغرى ارتفعت طرقات باب المنزل والّتي تشكلت على هيئة نغمة موسيقية فأدركت أنها مروة من تطرق الباب بهذا الشكل والّتي سرعان ما جاءت نحوي راكضة بحماس وخلفها تسير حنين بكسل وكانت رنا وتسنيم يتحدثان مع والدتي في طريقهم.

جاءت راكضة لتسقط بجواري على المقعد فارتفع صوتي صائحًا في غضب:-
"إيه يا مروة في إيه بالراحة عايزة أكمل حياتي وأنا سليمة."

"إيه إيه أحكيلي بسرعة إيه اللي حصل في الشغل؟"

جاوبتها بهمس:-
"لما ندخل جوا بلاش فضايح."

غمزت بطرف عينيها وهي تقول بصوتٍ مرتفع:-
"أيوة أيوة.. أنتِ محكيتيش لطنط؟"

جاءت والدتي لتجلس بجوارها بينما ترمقني بشكٍ وسألتها:-
"محكتليش إيه؟ قوليلي قوليلي أصل البت بنتي دي مش معتبراني أمها.. نفسي كده في مرة تدخل عليا المطبخ تقولي يا ماما عايز أحكيلك حاجة بس مبسمعش منها غير عايزة أطفح."

"والله يا طنط ولا بتحكيلنا وعلاقتها معانا عبارة عن أكل وعصبية عشان الزمالك بيخسر كل مرة."

عند ذكر الزمالك فريقي المفضل دفعت مروة بقدمي لتجلس بعيدًا وأنا أخبرها بعصبية:-
"طب أمشي برا بقا كده.. أنتِ إيه اللي يفهمك في الكورة أصلًا وأنتِ الماتش الوحيد اللي شوفتيه في حياتك كان الأهرام والأتحاد السكندري."

بعد دقائق جلسنا في غرفتي ونامت حنين بجواري على الفراش بفضولٍ تنتظر مني أن اتحدث كما جلست مروة متربعة على الفراش على عكس تسنيم التي جلست على مقعد يتجاور الفراش ويديها تتحرك لتراسل خطيبها وأخيرًا كانت تنظر لي رنا ببسمةٍ لطيفةٍ كعادتها.

"أحكي بقى عندي فضول."

قالتها مروة بحماسٍ مفرط ورمقتها بحنقٍ أقول بإشمئزاز:-
"بس أنتِ يا بتاعة عَلوكّة."

شخصية إيجار.Where stories live. Discover now