7- انقلب السحر على الساحر.

1.2K 172 26
                                    

مرَّ على لقائنا الأخير ثلاثة أيام، حاول فيهم مهاتفتي كثيرًا ولكنه كان يصل دائمًا إلى طريق مغلق وصوت صفارة تعلن أنهاء المكالمة قبل أن تبدأ.

في فجر اليوم الرابع، كنت أجلس في غرفتي خاصةً في الشرفة الخاصة بها، ارتفعت قدماي لتستند على السور بينما ارتفعت نغمات الأغنية الّتي رقصنا عليها سويًا ورغم ذلك كله.. لم يهدأ صوت أفكاري.

أغمضت عيني..
هل أحبه حقًا؟

بعد مرور ثلاثة أيام بدون رؤيته.. أدركت أنني أحبه بالفعل رغمًا عن عيوبه الّتي لا أطيق احتمالها.

أنا لم أكن هكذا أبدًا.. عندما كنت أرى عيبًا في شخص أنا معجبة به.. في لحظتها ينطفئ أعجابي ولكنني برفقته.. درست عيوبه جميعًا ومازلت معجبة به.

ربما لم يكن إعجابًا.. ربما كنت أحبه بالفعل.

بعد تفكير طويل قطعه صوت خافت آتٍ من الأسفل أدركت أن أحدهم ينادي عليّ فوقفت سريعًا أرى من.. فوجدته واقفًا!

"يوسف! بتعمل إيه هنا؟!"

"بقالِك أربع أيام مطلعتيش البلكونة ولا فتحتيها! أنتِ ليه بتحسسيني إنك زومبي؟"

"أنتَ عرفت منين إني مكنتش بفتح البلكونة؟ أنتَ بتراقبني!"

"مش مراقبة يعني.. من آخر مرة وأنتِ مبترديش عالفون فقلقت عليكِ فكنت باجي كل يوم مستنيكِ تفتحي شباك ولا أي حاجة أطمن عليكِ منها.. بس ما شاء الله عايشة أربع أيام من غير شمس.. أنتِ شكلك زومبي بجد ومغفلانا كلنا!"

كان صوته مرتفعًا إلى حد ما فأشرت له بالصمت وأنا أهمس:-
"هش هش.. إيه هتقولي موضوع تعبير ولا إيه! استنى نازلالك."

ارتديت ملابس الصلاة وذهبت للخارج، كان المنزل كله نائم بالفعل سواي فاستطعت الخروج بسهولة حتى وجدته يقف مبتسمًا وبنبرة حنونة قال:-
"وحشتيني بجد."

رمقته بملامح جامدة أكتف يداي أمام صدري بينما أسأله بجدية:-
"جاي ليه دلوقتي يا يوسف؟ إحنا الفجر!"

نطق ببطئ مستفز:-
"عشان وحشتيني."

تنهدت وأنا أطالعه لأجده يكمل متسائلًا:-
"أنتِ كويسة؟"

رغمًا عن التوتر الّذي تملكني ومشاعري ناحيته أجبته بدفاع:-
"آه.. مالي يعني ما أنا زي الفل أهو!"

"كنتِ مختفية فين ده كله يا دينار؟ مكنتيش بتردي على مكالماتي ليه؟"

"عادي يعني.. كنت عايزة أفصل وأفكر."

"وفكرتي؟"

رغم أنني لم أحسم مشاعري بعد أجبته بتردد:-
"شوية.."

شخصية إيجار.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن