6- مشروع ارتباط.

1.4K 158 53
                                    

تُرى..
هل إن تشكّل الحب.. فيما سأراه؟

فكرت في هذا السؤال كثيرًا كي أحدد مشاعري.. هل سأرى الحب في معاملة رقيقة أم في أحترام نتج عن عِشرة عمرٍ طويل.

فكرتُ كثيرًا..
وجدتني في النهاية لا أرى سواه..

الحب هو.. رغم كل العيوب الّتي أراها به ولكنه يشكّل معنى الحب بالنسبة ليّ.. يشكّل أسمى معاني السعادة والبهجة برفقته.

ربما لم يمر الكثير من الوقت، طالما اعتقدت أن الحب يأتي بعد عدة مواقف ولكنني لا أدري! تتبدل مبادئي جميعها مذُ رأيته..
وهكذا كانت مشاعري..

ربما ذلك هو الحب الّذي يتحدثون عنه في الأفلام، البسمة فور رؤيته، دقات القلب الّتي لا ترتفع سوى عند الألتقاء بمزارع الأرز خاصته (عيناه)..
تشبيه مثالي صراحةً!

قررت الأنسحاب من كل تلك الأفكار الّتي لا أعتاد عليها وتوجهت نحو والدي في معمله، وجدته مرتديًا الزي الواقي ووقفت بجوارة أمسك الزجاجة الّتي كان يرمقها بحذر وأنا أسأله بفضول:-
"ده مُرَّكب إيه ده؟"

أخذه من يدي سريعًا ليضعه بالجوار هاتفًا بعصبية:-
"أنا قلت لك كام مرة متمسكيش المركبات عشان لا قدر الله ممكن يحصلك حاجة!"

رفعت يداي أتذكر عدد المرات الّتي أخبرني بها بنفس العبارة ولحظات وأجبته بجدية:-
"على حسب ما أنا فاكرة.. دي هتبقى المرة التمانية والعشرين."

زفر بحنق خالعًا القفازات فلم أتركه أنا وأعد سؤاله:-
"ده مُرَّكب إيه؟"

"حاجة تبطل مفعول اللي شربتيه من فترة.. بتاع الشخصيات ده."

"آه.. إيه النظام طيب؟ كل حاجة ماشية كويس؟"

"لحد دلوقتي تمام.. بس غلطة واحدة في المُرَّكب ده بالذات نتائجه هتقلب عكسي.. متشغليش بالك أنتِ بس وخليكِ في حالك وكله هيبقى تمام."

"شكرًا يا أبويا شكرًا.. بتقولي بطريقة غير مباشرة أني ببوظلك مركباتك يعني؟ مكنتش متوقعة السهم ييجي منك!" قلتها بدرامية زائدة ليضحك بخفة هاتفًا بينما ندلف للخارج:-
"بطلي تشوفي تركي كتير يا دينار.. بقى غلط عليكِ."

ضحكت أنا الأخرى وذهبنا لنجلس في المطبخ، جلب هو لكلينا بعض الفاكهة وجلس محدقًا في عيناي لثوانٍ وسأل بمراوغة:-
"عايزة تقولي إيه؟"

سرعان ما بدأ فيضان مشاعري نحو يوسف بالأرتفاع لأتوتر وأنا أرجع خصلاتي للخلف أهتف بأرتباكٍ كاذب:-
"أنا؟ لأ خالص أنا مش عايزة أقول حاجة أصلًا!"

"مش إحنا صحاب وأسرارنا مع بعض؟ أحكيلي اللي شاغلك متخافيش."

فرّكت يدي بتوتر هاتفة برجاء ظهر في نظرتي:-
"طيب خليني أحكيلك وقت تاني، ينفع؟"

شخصية إيجار.Where stories live. Discover now