8- لنتهور سويًا.

1.6K 178 95
                                    

في تلك اللحظة الّتي أدركت أنه لابد من المواجهة وجدت يديه تبعدني حتى أقف خلفه في نظرة عابرة لمحته يبث من خلالها طمأنينة أنه يمكنه حل الأمر.

تقدم سمير خطوة للأمام وارتفع صوته صائحًا بنبرة غير مبشرة بالخير:-
"بقى أنا يا بنت *** تسرقيني!"

تقدم يوسف منه خطوة أخرى يطالعه بحدة وكنت أنا في حالة من الذهول الّذي امتزج بالخوف، كنت لأول مرة ارتعش خوفًا!

ارتفع صوت يوسف هو الآخر مردفًا بحدة رغم جدية نبرته:-
"خدِت منك كام؟"

"خمسمية جنية!"

وجدته يخرج المال من المحفظة وأعطاها إليه قائلًا ونبرته لم تتغيير:-
"فلوسك أهيه وزيادة.. أبعد وسيبها في حالها."

ظل المشهد هكذا، أعين سمير تلك لا تبتعد عني..وكانت نظراته مرعبة بحق وهو يردف عبارته قبل أن يغادر:-
"حسابنا مخلصش."

حاولت جذب يوسف حتى لا يفعل شيء لذلك الرجل، كانت يداي ترتعش بالفعل وأنا أجذبه فلاحظ رجفتها لأجده بتلقائية يحتضنها بين راحته هامسًا بصوت لم يصل سوى إليّ:-
"متخافيش."

اومأت بصمت، لم أسحب يدي تلك المرّة.. كنت بحاجة حقًا لشيء يهدئ خوفي لحظتها.
وكان هو متواجدًا.. كعادته دائمًا.

نظر إلى المدير وأفراد الأمن وبتروي هتف:-
"أنا بس عايزك تطردها دلوقتي.. قولها أنتِ مطرودة بس."

هتف الآخر مستنكرًا عبارته بحدة:-
"وهو أنا هشغل نصابة زي دي معايا لية!"

زفر يوسف متابعًا حديثه:-
"معلش.. تعالى على نفسك وقولها أنتِ مطرودة."

كانت ملامح الرجل وأفراد الأمن وقتها مضحكة حقًا وهم ينظرون ليوسف بعدم فهم لحديثه في وقت كذلك ولكنه أخيرًا كان قد قال:-
"هيَّ أكيد مطرودة من غير ما أحتاج أقولها."

بعد أن أنهى حديثه وعاد بنظره إليّ.. كان كل شيء قد تغير.

عدت ليّ.. أنا دينار.

اللحظة الّتي تنفست فيها الصعداء وأنا أرى إحدى أفراد الأمن يردف بعدم تصديق:-
"ألحق يا ريس.. دي مش هيَّ."

وجدت الآخر تتوسع عيناه بصدمة بينما يحاول إخراج العبارات من فمه فخرجت متقطعة مندهشة:-
"إزاي.. أنتَ عملت إيه! إزاي.."

ضغطت على يد يوسف لأجده يرجع بجسده للخلف قليلًا ولمحت تلك البسمة المستمتعة بتسلية وأنا أهمس:-
"ما تيجي نجري ونخلص."

لاحظتُ رأسه الّتي أهتزت ببطئ وكذلك إصبعه الّذي نقر على يدي ثلاث مرات في حركة فهمتها وعند إنتهاء عده للمرة الثالثة كنا ننطلق ضاحكين.

الجميع خلفنا كان يحاول استيعاب الصدمة تلك وكيف تبدّلتُ لشخصٍ آخر في ثوانٍ بينما نحن كنا نضحك بصوتٍ مرتفع حقًا غير مصدقين لما حدث قبل دقائق.

شخصية إيجار.Where stories live. Discover now