4- أصحاب أنا وأنتَ ولّا؟

1.2K 148 33
                                    

وقفت أمام الشركة الّتي يعمل بها وخطوت أولى خطواتي للداخل وأنا أحمل تلك العلبة الصغيرة بيدي وفور أن لمحت إحدى أفراد الأمن أوقفته بابتسامة أخبره:-

"لو سمحت.. ممكن تدي العلبة دي ليوسف القاسم؟"

أخذ الرجل العلبة باحترام وأومأ متسائلًا:-

"أقوله مين حضرتك؟"

"أديهاله بس وهو هيعرف."

أنهيت حديثي القصير معه وأنا أغادر.. بالطبع لا تتوقعون أنني كنت سأحتفظ بقميصه!

توجهت إلى المقهى القريب من الشركة لأشرب عصيري المفضل، وعلى نفس المقعد كنت أجلس تلك المرة أيضًا وأنا ارتشف ذلك المشروب السحري حتى قطع هدوئي يوسف الّذي جاء إليّ مبتسمًا بينما يهتف:-

"كنت حاسس إني هلاقيكي هنا."

"آه.. عصير الجوافة هنا حلو."

"العصير بس؟"

تمتمتُ ساخرة: "آه أنتَ عايزني أقصدك أنتَ كمان بقا والحركات الرومانسية دي؟ شوف غيرها."

علّق عينيه عليّ بنظرة اربكتني بالإضافة لعبارته:-

"قصدي أنتِ على فكرة."

عدلت من خصلات شعري لا أدرِ ما أقول، جزء مني يخبرني بأنه يقول تلك العبارات لخمسة ألاف فتاة غيري وجزء آخر يريدني أن أقع في حب كلماته.. بل في حبه هو شخصيًا..

قطع الصمت الّذي ابتسمت فيه لثوانٍ ارتفاع صوت الهاتف معلنًا عن مكالمة لي فأستأذنت لأجيب حيث كانت مروة هيَّ المتصلة لأجيبها بمرح:-

"أول مرة أشوفك ترني عليَّ، أنتِ ورثتِ وقررتِ تشحني ولا إيه؟"

ارتفعت ضحكاتها تجيب:-

"يكون في علمك دي مش أول مرة اكلمك فيها.. الشهر اللي فات أنا اللي متصلة."

"آه آه ما كنتِ عايزة تقوليلي خبر زي الزفت فصعبت عليكي ما هو مش رصيدي يخلص والخبر كمان كده كتير."

سمعت ضحكاتها لأكمل أنا مبتسمة:-

"إبهريني بأخبارك.. خير؟"

"كنت عايزة أقولك حاجة كده بس وحياة عصير الجوافة عندك متتعصبيش وتشتميني.."

"مروة أنتِ عارفة إن المقدمات بتعصبني أكتر من الخبر نفسه.. قولي متقلقيش."

"تسنيم قالت هتشوف الماتش مع خطيبها وحنين منامتش من امبارح ف مش هتقدر تيجي ورنا وعيلتها عندهم عزومة.."

"وأنتِ يا أختي؟ مش فاضية ليه إن شاء الله؟"

"بصراحة يا دينار متخانقة مع علي وقاعدة مكتئبة بسمع تامر عاشور.. أنا أصلًا مبفهمش في الكورة زي ما قولتي وهشلك بأسألتي والله صدقيني."

شخصية إيجار.Where stories live. Discover now