الفصل الرابع: نَدَمٌ

8.5K 679 344
                                    

في صباح اليوم التالي استيقظت ريتال بكسل شديد على صوت المنبه خاصتها ممزوجًا بصوت والدتها الحنون وهي تداعبها كي تستيقظ.

"خلاص يا ماما صحيت أهو." تمتمت ريتال وهي تُمسك الهاتف الموضوع أعلى الكومود في محاولة لإسكاته لينتهى بها الأمر بالهاتف مصطدمًا بأنفها، تأوهت بآلم بينما تهمس:

"هو شكله يوم باين من أوله..."

"صباح الخير يا ماما." تمتمت ريتال وهي تتجه إلى خارج حجرتها بعد أن قامت بتبديل ثيابها.

"صباح الخير يا عيون ماما، جهزتلك السندوتشات والعصير ألبسي الطرحة وتعالى ننزل عشان نفطر."

"حاضر."

"ريتال أنا أسفة بجد على اللي حصل امبارح، مكنش المفروض اتعصب عليكي أنتي ملكبش ذنب في حاجة بس أنا حقيقي كانت أعصابي فالتة."

"ولا يهمك يا ماما محصلش حاجة." كذبت ريتال فهي تعرف جيدًا بداخلها أنها مستاءة من والدتها وتشعر بالحزن الشديد، عبس وجه والدتها لثوانٍ قبل أن تعاود الإبتسام وهي تسأل ريتال بنبرة تدليل:

"طب أنتي كنتي عايزة تحكيلي حاجة امبارح؟ معرفناش نتكلم خالص في يومك."

"لا مفيش حاجة." كذبت ريتال مجددًا بعد أن قررت أن تُخفي عن والدتها ما حدث بالأمس، تأخرها عن المدرسة والذي لا تدري كيف لم تنتبه والدتها لحدوثه فلقد كان أحد الأسباب الرئيسية في تأخر ريتال بالأمس.

كما أنها بالطبع لم تكن تُخبر والدتها بشأن سقوطها بين أحضان صالح أو بمعنى آخر إلتقاطه لها على الدرج، وإيصالها إلى المدرسة بعد ذلك... حديثها مع تليد وسخرية نانسي، كل تلك الأشياء يجب أن تبقى سرًا بين ريتال ونفسها فقط فهي تعلم جيدًا أن والدتها ستقوم بتوبيخها ولا طاقة لها لذلك.

"متأكدة؟"

"اه يا ماما متأكدة، لو حضرتك جاهزة يلا عشان منتأخرش على الفطار."

"ماشي على راحتك بس خليكي عارفة إن مفيش حاجة بتستخبى على ماما... صحيح حاولي تفوتي أي حاجة هتتقال النهاردة على الفطار عشان جدتك أكيد متضايقة عشان منزلناش نتعشى معاهم."

"حاضر يا ماما، أنا مش فاهمة بجد هو أحنا هنتعشى بالعافية؟ طب ولو مش جعانين يعني؟"

تجاهلت ريتال نصف جملة والدتها وأجابت على النصف الآخر، وقد كانت ريتال تتحدث بصوتٍ مسموع في البداية ولكن سرعان ما أصبحت تهمس.

"كفاية برطمة ويلا بينا."

توجهت ريتال نحو الطابق السفلي برفقة والدتها بينما كانت تنظر بعيناها بفضول عن صالح والذي لم تعرف عنه أي شيء منذ ما حدث بالأمس.

"صباح الخير يا تيتا، صباح الخير يا عمتو." تمتمت ريتال بمجرد أن دلفت إلى الداخل دون أن تُلقي التحية على نانسي أو عمها.

وصال مقطوعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن