الفصل الرابع والثلاثون: جُرْح مَخْفِيّ

10.4K 784 486
                                    

في مكان ليس ببعيد وقف عبدالرحمن يراقب الحفل والجميع بحقد وغيرة ولو كانت النظرات قادرة على التأثير لأحترقت المركب بكل من على متنها، أمسك عبدالرحمن بذلك السكين الحاد وقد أطبق يده على قبضة السكين قبل أن يسير بضع خطوات نحو السُلم وقد كانت نيته سوداء تمامًا كقلبه فلقد قرر أن يجعل من ليلة الزفاف السعيدة ليلة عزاء ونواح...

كان القارب الكبير مكون من طابقين الجميع في العلوي أما السفلي فكان جزء منه مخصص للعاملين أما الجزء الآخر البعيد مُظلم وهادئ، دلف عبدالرحمن إلى الطابق السفلي وقبل أن يصعد إلى الأعلى لمحته ريتال عن طريق المصادفة لكنها لم ترى السكين في يده لكن رؤيته بمفردها جعلتها تصاب بحالة من الذعر والهلع فهي واثقة من أنه لا ينوي خيرًا بتاتًا.

وبدلًا من أن تركض لتنبه أي شخص ليساعدها أو على الأقل يمنعه من الدخول وجدت نفسها تهرول نحو الأسفل بأقصى سرعة ليلحق بها تليد والذي لم يفهم ما الخطب لكن لغة جسدها التي تنم عن الهلع وجد نفسه يحلق بها تلقائيًا.

لم يدرِ كلاهما أن صالح كان يراقبهم وحينما لمح ذلك المشهد المريب... ريتال تركض وتليد من خلفها يحاول اللحاق بها قفزت إلى عقله عدة سيناريوهات بشعة لا تمت للواقع بصلة لكنها كانت كفيلة بجعله يركض من خلفهم كذلك لكن في أثناء توجهه نحو الأسفل صدح صوت عمته وهي تناديه متوبعًا بخاصة جدته ليُطلق سبة بصوتٍ أقرب إلى الهمس ومن ثم يذهب ليرى سبل مناداته منه تاركًا تليد وريتال.

"ريتال مالك في أيه؟" كان يسأل تليد وهو يركض من خلفها لكنها لم تُجيب عن سؤاله بل لم تسمعه من الأساس فصخب صوت أفكارها ومخاوفها جعلها غير قادرة على سماع أي شيء آخر، كادت أن تتعثر في ثوبها عدة مرات وفي أقل من دقيقة كانت تقف أمام والدها وبالتحديد على بعد خطوات قليلة منه.

"فرحانة بأمك طبعًا ولابسة فستان، هي دي آخرة التربية الزبالة بتاعت زينة بنتي فرحانة علشان في راجل تاني بقى عشيق أمها!"

"مسمحلكش ولا أسمح لأي مخلوق يتكلم عن أمي بالإسلوب ده، أمي دي اللي أستحملت قرف وغياب وخيانة وبخل وحافظت على شرفك وعرضك سنين جاي دلوقتي تقول عليها كده؟ لما أنا تربية زبالة أومال أنتَ تربيتك تبقى أيه؟"

صرخت ريتال في وجهه بحرقة غير مُدركة لم تتفوه به، مهما كان الوضع لم يجدر عليها محادثة والدها بهذا الأسلوب أو التفوه بجملتها الأخيرة، أشتعلت أعين عبدالرحمن غضبًا ورفع يده على الفور ليصفعها لولا أن وقف تليد في المنتصف ليمنعه من ذلك بينما يُردف الآتي بحنق:

"إيدك يا نجم لتوحشك!"

"ومين العيل ده كمان؟ طبعًا ما أنتِ تلاقيكِ صايعة زي أمك!"

صاح عبدالرحمن بإستياء وقبل أن يُتابع حديثه لكمه تليد لكمة قوية جعلته يسقط على الأرض ومعه السكين خاصته الذي أصدر صوت مسموع، طالعت ريتال (السلاح الأبيض) المُلقى على الأرض بأعين متسعة والآن قد أدركت غرض والدها من هذه الزيارة، لم يكن سكينًا عاديًا كما رأت بالأعلى بل كان واحدٍ ضخم وحاد يُشبه خاصة القصاب، نبضات قلبها تتسارع والعرق يتصبب على جبينها بقوة على الرغم من كون الجو بارد نسبيًا، ثوانٍ مرت كدهر كامل بينما تنتقل عيناها بين والدها والسكين خاصته...

وصال مقطوعWhere stories live. Discover now