الفصل التاسع عشر: طَبِيبَةَ نَفْسِيَّةِ

8.4K 658 592
                                    

"ريتال... ريتال إلحقيني أبوس إيدك!!!" أردفت نانسي برعب حقيقي وهي تُمسك بيد ريتال وكأنها على وشك تقبيلها بالفعل بينما ملأت الدموع عيناها وصُبغت وجنتها بالحمرة، تسرب الهلع إلى قلب ريتال وهي تحاول تهدأة الجالسة أمامها قائلة:

"طيب اهدي اهدي بس وفهميني براحة في أيه؟"

"هيفضحني... هيفضحني يا ريتال، ماما لو عرفت الموضوع ده هتموتني وهتروح فيها..." انقبض قلب المستمعة لهذه الجملة، ما الكارثة التي فعلتها نانسي وتخشى أن تُعرف لهذه الدرجة؟ لم تدرِ ريتال لكن أول من قفز إلى رأسها هو تليد فلقد توعد بأن ينتقم من نانسي أشد انتقام والآن على ما يبدو أنه قام بتنفيذ تهديده لها...

"أهدي أهدي بس... أحنا هنفكر مع بعض براحة كده وأكيد هنلاقي حل، استني هنا ثواني." تمتمت ريتال بتلعثم فلقد انتقل إليها التوتر الذي تشعر به نانسي، غادرت ريتال الحجرة لدقيقتين قبل أن تعود وفي أحدى يديها كوب مياه وفي الآخرى عُلبة المناديل الورقية.

"اتفضلي، اشربي كده وأهدي وفهميني براحة كده أيه اللي حصل علشان أعرف أساعدك."

تناولت منها نانسي الكوب بإيدي مرتجفة لترتجع كل ما في الكوب دفعة واحدة قبل أن تمنح الكوب لها مرة آخرى، تنهدت ريتال وهي تحاول أن تتحكم في توترها حتى تستطيع أن تهدأ من روع نانسي فلا يجب أن ينهار كلاهما في الوقت نفسه خاصة وأن نانسي لجئت لها لتساعدها.

"ريتال أنا غلطت غلطة كبيرة أوي..."

"غلطة كبيرة؟! أنتِ عملتي أيه بالضبط؟"

"بصي هو... في ولد كده أنا اتعرفت عليه هو أكبر مننا في جامعة يعني مش في المدرسة زينا..."

زفرت ريتال براحة دون إرادة منها حينما لم تنطق نانسي باسم تليد فلقد تظن ريتال أنه هو من أوصلها لتلك الحالة لكنها على الفور عاودت الشك حيثُ قالت لذاتها أنه لا يجب عليها إصدار الأحكام ببرائة أو اتهام تليد حتى تسمع قصة نانسي كاملة.

"هو اسمه أدهم، المفروض إنه في تانية طب بشري أنا يعني عرفته من على السوشيال ميديا كان عملي فولو وعملتله فولو وبدأنا كلام يعني أنا معرفهوش في الحقيقة..."

"وبعدين؟"

"اتقابلتوا طيب ولا حصل أيه؟"

"متقابلناش بس هو... طلب مني صور..." أردفت بندم شديد وقد غادرت الكلمات فمها بصعوبة، أبتلعت ريتال الغصة التي في حلقها قبل أن تسأل سؤال قد يبدو سخيفًا لكنها سألته من صدمتها:

"صور؟ صور أيه بالضبط؟ صور ليكي يعني؟"

"صور ليا مينفعش حد يشوفها..."

وصال مقطوعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن