ولم يستغرق الأمر سوى بضع دقائق قبل أن تعود ريتال إلى الطاولة عيناها مُحمرة وكحل العيون الأسود قد لوث أسفل عيناها بينما تُشير بيدها إلى الهاتف خاصتها موجهة سؤالها نحو تليد بنبرة أقرب إلى الصراخ...
"هو أيه ده؟ فهمني أيه ده؟" لم يُجيب تليد على الفور في البداية أستقام من مقعده بفزع لرؤيته لرد الفعل البادي على وجه ريتال قبل أن يقترب منها ليرى ما تُشير إليه في هاتفها وحينها هربت الدماء من وجهه وأخذ يُطالعها في صدمة محاولًا إيجاد الرد على سؤالها...
كان في هاتف ريتال صورة تم إرسالها بواسطة لوچي والتي كانت صورة لتليد نائمًا في فراشه بينما كانت لوچي تستند على ذراعيه وكأنها بين أحضانه بينما تقوم بإلتقاط الصورة، للوهلة الأولى بدت الصورة مقنعة للغاية وبالطبع لم يكن هناك أي شك أن تكون الصورة غير حقيقية أو تم التلاعب بها فلقد كانت جميع التفاصيل واضحة.
"ريتال... ريتال ممكن تسمعيني، أنا والله العظيم والله العظيم ما أعرف أي حاجة عن الصورة دي... أنا أول مرة أشوفها زيي زيك دلوقتي حالًا!"
"أنتَ بتخوني يا تليد؟ بتخوني من قبل حتى ما تبقى معايا؟" لم تكن ريتال تصرخ أو تتحدث بنبرة إنفعالية بل خرجت كلماتها منكسرة مشوبة بالخزلان، اضطربت معالم وجه تليد وهو يحاول الدفاع عن نفسه بهلع واضح:
"والله العظيم ما حصل، والله ما حصل بينا أي حاجة أنا سايب البيت بتاعهم بقالي أكتر من سنة علشان..."
"علشان أيه بقى؟"
"أوعديني إنك هتصدقيني وأنا هحكيلك كل حاجة والله ما هكدب في ولا كلمة."
"أوعدك..." نطقت بها بقلة حيلة فعلى الرغم من أنه لن يستطيع إقناعها بأن الصورة مُزيفة إلا أنها كانت على أتم الإستعداد لسماع دفاعه عن نفسه لعله يُخبرها بشيء يجعلها تصدقه، لقد كانت تبحث عن أي شيء يُثبت براءته لأن ببساطة قلبها الضعيف لن يتحمل أن يكون تليد خائن وأن يكون شخصًا آخر أُضيف إلى قائمتها السوداء للأشخاص الذين دعسوا مشاعرها بل ودعسوها هي شخصيًا أسفل أقدامها.
أشار لها تليد بأن تجلس على طاولة بعيدة عنهم فلا داعي لسماع الجميع لمبرراته والمحادثة التي ستدور بينهم فيكفي هذا الكم من الفضائح ونظرات الشك في أعين الكل واللوم في أعين ياسين والتي كانت أقسى من الطعنات فعلى عكس المتوقع لم يتدخل ياسين ولم يحاول الدفاع عنه بل كان ينظر إليه بتساؤول لا يخلو من الشك.
"ريتال بصي... دي تعتبر قريبتي من ناحية ماما أو يعني... مش هتفرق صلتنا بيها أيه بس هما عايشين في England من زمان وهما كانوا مستضيفني عندهم في البيت أول ما سافرت."
"في البيت ولا في أوضتها؟" لا تدري ريتال كيف نطقت بتلك الكلمات التي كان لها معنى ليس غاية في البراءة، اندهش تليد من ما قالته وطالعها في ذهول لبرهة قبل أن يقول
YOU ARE READING
وصال مقطوع
Romanceترى هل أنتَ من الذهب الخالص وأصلك ثمين أم مُجرد نحاس مطلي بطبقة صفراء لامعة؟ هل هناك فارق كبير؟ أعتقد لا... فكلاهما يبدو ذهبي اللون، لن يستطع أن يميز ذلك سوى شخصًا لا يهتم بالمظهر بل بالجوهر الداخلي... تُرى كم عدد المهتمين بالجوهر الداخلي؟ واحد...