"طب مالك متوترة ليه؟ ده باباكي عادي يعني." أردف تليد ببلاهة قبل أن يتذكر ما سمعه من نانسي عن والد ريتال، ذلك الوغد الذي أهملهم لسنوات ومن ثم عاد بزوجة جديدة وابن له ليقوم بإلقاء والدتها خارج المكان لمجرد أنها أبدت إعتراضها.
"أنا هروح أشوفه جاي ليه، خليك أنتَ هنا." أردفت بشرود وهي تتجه نحو الخارج بخطوات ثقيلة، توقفت أمام السيارة ليُشير إليها والدها أن تركب السيارة إلى جانبه لتنفذ دون جدال.
"عملتي أيه في الإمتحان يا حبيبتي؟"
"كويس، في حاجة يا بابا؟ أيه اللي جابك هنا؟" أجابت على سؤاله بإقتضاب شديد ليعقد حاجبيه بتأثر شديد وهو يسألها بنبرة درامية:
"بدل ما تفرحي إن باباكي حبيبك جاي يطمن عليكِ بعد الإمتحان؟"
"بابا ياريت تدخل في الموضوع على طول وتقول عايزني في أيه لأن جو الأبوة اللي قررت تمارسها فجاءة دي مش داخلة دماغي."
"يا ساتر يارب عليكِ نسخة من أمك في النكد." لم تُعقب ريتال على جملته تلك لكنها قامت بفتح باب السيارة وكانت على وشك المغادرة لولا أن جذب والدها ذراعها سريعًا وهو يوبخها قائلًا:
"تعالي هنا يا زفتة أنتِ بلاش فضايح قدام الناس، أقفلي الباب ده." لم تقاوم ريتال وقامت بتنفيذ طلبه وهي تتأفف بضيق شديد، أنطلق هو بالسيارة بعد أن قام بإغلاق جميع الأبواب من عِنده.
"أحنا مش هنروح على البيت على طول، هاخدك ناكل برا الأول أنا عارف أنتِ بتحبي تاكل فين." أومئت بتملل وساد الصمت لبعض الوقت قبل أن يتوقف والدها أمام أحدى مطاعم الوجبات السريعة، جلست ريتال على أحد الطاولات في انتظار أن يقوم والدها بطلب الطعام.
"أنتِ بتحبي اللحمة أكتر من الفراخ صح؟ وتقريبًا مش بتشربي حاجة في صودا."
"بابا أنا مش باكل لحمة خالص ومش بشرب غير حاجات فيها صودا معظم الوقت، ممكن حضرتك تقعد وأنا هقوم أطلب الأكل."
"ماشي يا لمضة، خدي الفلوس دي."
بعد بضعه دقائق عادت ريتال ومعها الطعام لتجلس أمام والدها وتتناوله في صمت بينما كانت تنتظر تلك اللحظة التي سيفصح فيها والدها عن ما يجول في خاطره فهي لم تقتنع بمشاعر الأبوة اللطيفة تلك التي ظهرت من اللامكان.
"إلا قوليلي يا ريتال رأيك أيه في البت اللي صالح عايز يخطبها دي؟"
"دي حاجة متخصنيش، هقول رأي فيها ليه هو أنا اللي هتجوزها ولا صالح؟"
"دمك خفيف أوي، اللي أقصده يعني إن أنتوا يعني كبنات وستات بيبقى ليكوا وجهة نظر في بعض."
"طالما هي عاجبة صالح فا خلاص يعني، هي حلوة في الشكل ومعاه في نفس الكلية يعني دماغهم زي بعض وبس."
أنت تقرأ
وصال مقطوع
Romanceترى هل أنتَ من الذهب الخالص وأصلك ثمين أم مُجرد نحاس مطلي بطبقة صفراء لامعة؟ هل هناك فارق كبير؟ أعتقد لا... فكلاهما يبدو ذهبي اللون، لن يستطع أن يميز ذلك سوى شخصًا لا يهتم بالمظهر بل بالجوهر الداخلي... تُرى كم عدد المهتمين بالجوهر الداخلي؟ واحد...