الفصل الثاني "كأنه يقرأ عقلي!"

510 35 7
                                    

    ارتبكت (فريدة) جدًا لرؤيته...    وكان يدور في عقلها الكثير من الأسئلة... إلى أن تركوهم بمفردهما ليتحدثا... ومرت فترة من الصمت قرر بعدها أن يقطع هو الصمت ويجاوبها على كل شيء يدور في عقلها:
من المؤكد أنكِ تريدين أن تسأليني الكثير من الأسئلة... أنظري سأحكي لكِ كل شيء من البداية.    وإذا احتجتِ أن تسأليني أي سؤال سأجاوبكِ عليه بإذن الله... أنا (فارس عمر) ابلغ من العمر 21 عامًا أكبركِ بأربع سنوات تقريبًا...
   عشت معظم حياتي بالخارج وكنت أدرس هناك ولم يكن يتبقى لي إلا عام واحد وأتخرج من الثانوية، ولكن أبي قد مرِض فجأة وكان يجب أن أكون بجانبه... لذلك عدت إلى مصر.    وكنت أمام خيارين إما أن أنتظر شفاء والدي ثم أعود لأكمل الثانوية أو أتخلى عن السنوات الفائتة وأبدأ من هنا الثانوية من البداية... وقتها رأيتكِ صدفة منذ عام وخمس أشهر وعشر أيام.    كنت أمر من الشارع الذي كنتِ تجلسين فيه...
      لقد جذبتيني، كنتِ مختلفة كثيرًا عمن هم حولكِ.    لم تجلسي تتحدثين أو تضحكين بصوت عالٍ مع الفتيات الأخريات، كنت جالسة في ركن معكِ كتاب تقرأين فيه حتى أنني أذكر أسمه (ايكادولي)... بدأت أذهب كل يوم إلى نفس المكان على أمل أن أراكِ مجددًا ولكنني لم أكن أراكِ إلا كل فترة إلى أن علمت ما هي أيام حضوركِ وأصبحت آتي على الموعد فقط لأراكِ... 
      في هذا الوقت الذي رأيتكِ فيه كانت همومي كثيرة جدًا وفكرت _عندما رأيتكِ_ إن تحدثت معكِ سوف أصبح أفضل... وكنتِ أنتِ سببًا في اختياري لأبدأ مرحلة الثانوية من جديد هنا...
       قررت أن أذهب إلى الدروس التي تذهبين إليها وتحججت بأن أصدقائي معي... ثم حاولت أن أتحدث معكِ وأتقرب منكِ، ولكنكِ في كل مرة كنتِ ترفضين الحديث معي، كنت أحزن وأتضايق أكثر... حاولت بكل الطرق، حاولت مرة واثنتين وعشرة،    ولكن دون جدوى... فسألت أحد الفتيات لماذا دائمًا تغلقين الطريق في وجهي؟ علمت منها أنكِ تكرهين أي علاقة محرمة تربط البنت بالولد... وأنكِ معروفة بخطوطك الحمراء هذه لا يستطيع أحد أن يقترب منها أبدًا، وأنها سمعتكِ ذات مرة عندما نصحتي صديقتك أن تبتعد عن الحديث مع أي شخص غريب،    حتى لو كان عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛    لأنه لو كان يحبها بالفعل لخاف عليها وصانها وأتى وطلب يدها...

ماذا بعد الفراق؟Where stories live. Discover now