الرسالة الأولى : الندم

332 21 14
                                    

-

إلى عزيزى المجهول

الذي لم أجد سواه من أرسل إليه تفاصيل يراها البعض سطحيه، لا داعي لذكرها او أعطائها وقت إضافي، أو حتي الإهتمام بها.

كل ما أستطيع كتابته لك قصص ينسجها عقلي بمجرد رؤيتي لشخوص وضعوا بمواقف وحده الرب من يعلم لماذا وضعوا بها ووحده من يدبر أحوالهم فهو من بيده ينجيهم او يلقيهم بأحضان الهلاك، قصص ينسجها عقلي و أجهل إن كانت صحيحه أم هي فقط من وحي خيالي الواسع المشبع بالكتب الروائية التي لا أكد ولا أمل من قرائتها والتغلغل في سطورها.

ولكن ليلي نصحتني أن أكتب ما يخطر علي عقلي برسائل وهي قادره علي إيصالها لك أينما كنت، في الحقيقة لا أعلم أسمك، هويتك، أو صلتي بك، كل ما بالأمر أن روحي عطشة لك دون معرفة السبب، فقط تخبرني بأن أراسلك وأنك ستجيب وتظهر لتعلمني بما أجهل.

غروب الشمس، البعض يري بداخل كل شعاع يتجه للنصف الأخر من الكرة الأرضية ذكرى حادة كالسكين، لا ذهاب لها إلا مع غروب الشمس، البعض الآخر يراها ملاذ من وحاشة الأفكار المتسللة ليلا حتي تعكر صفوهم، فتري في الشعاع محارب يضحي بجسده أمام وحش الأفكار في سبيل نيل الإنسان الراحة، تتسائل إن كنت أحب الشروق أم الغروب أليس كذالك؟

في الشروق يولد الأمل ومع سطوعها بحِدة تحرق الآمال فتتحول إلى رماد، ليعود الغروب ليولد الأمل ويحميها ضوء القمر الدافء.

يوم طويل بصحبة ليلى التي كانت تبحث عن بذله تناسب مؤتمر طبي، وقضاء الوقت أمام البحيره نتناول العشاء، قررنا العوده إلي مسكنها لنبدأ رحله بحث جديده بيوم آخر.

"سارة هيا"
تسمرت عيناي علي شاب يده اليسري تقيدها جبيره، يقف أمام السور والمياه تحتضنه كلما إرتفعت وعيناه تحمل لا مبالاه واستعداد للرحيل عن الواقع.

أتساءل ما يشغل باله المشوش؟

"رجاء هون علي ذاتك"
ركضت إمرأه أربعينيه نحوه ممسكه بيده كي يبتعد عن السور ولكنه أزاح يدها بقوه ملتفتاً إليها بأعين دامعه.

"كنت سبب في وفاتها وعلي اللحاق بها"
عيناه فسرت العديد من المشاعر المتضاربه، الندم، الغضب، اليأس، الإستسلام.

"مستحيل أن تكون السبب، عليك إستيعاب بأنه حادث لم تتعمد إفتعاله"
عيناه تتجول يمنه ويسره متلاشيه حديثها ودموعه تنتظر السماح بالهطول

"لم تستطع البقاء هنا وهذا يعني بأنني لا أستطيع البقاء دون وجودها بجانبي، فمكان وجودها هو كذالك مكاني ولم يعد لدي مكان هنا"
كان حديثه لنفسه دون أن يخرجه لمن حوله واضعا معطفه وأعلاه ورقه مطويه ليحتضن الأمواج تاركا الأحياء لينضم إلي عزيزته الخالده مع الأموات.

"فليطلب أحد الإسعاف"
صراخ الناس وتدافعهم نحو السور لرؤيه الشاب الغارق مشهد إعتدت رؤيته، بخطوات صغيره إتجهت نحو الورقه المطويه الموضوعه أعلي معطفه لرؤيه ما تحتويه الورقه

"إلى عزيزتي مريم، منكِ حصلت علي حياتي وإليك أعود لإستعادتها، من محبوبك يوسف"
كانت مخيلتي محقه عندما رأيته شارد الذهن سامحاَ للأمواج أن تصفعه حتي قرر الذهاب ورائها بإستسلام

"كانت مخيلتي محقه، أراد الإنهاء علي ذاته لأجل محبوبته"
همست بعدما تركت الورقه علي المعطف

"علينا العوده سارة"
سحبتني ليلي التي إرتاحت معالمها المذعوره فورما عثرت علي لأتسائل عن سبب خوفها من اختفائي، صعدنا السياره لتتحرك ليلي لأبقي جالسه بالكرسي الخلفي وعيناي تتأمل عالمنا البسيط ذو التفاصيل المريبه.

هل ستقبل علي فعل المستحيل لأجلي كما فعل علي مع مريم؟

من محبوبتك المعلومة: سارة.

-

إلى عزيزى المجهول.Where stories live. Discover now