الرسالة الخامسة : لهفة

33 8 9
                                    


-

"تعلمين مدي حبي للرسائل المكتوبة علي الأوراق المهترئه، عند عودتنا سأقراها"
وضع الأوراق التي جلبتها له خصيصاً ليمسك يدي مما جعلني أضحك ليشاركني الضحك دون سبب

"إليكِ الهدية"
أشار بيده نحو الصندوق الذي لم ألاحظه لعتمه المكان مما جعلني أندهش فور رؤيتي له، قلاده و رسالة مكتوبة علي ذات الورق العتيق الذي يحبه كلينا

"تعلم جيدا مدي حبي للقلائد التي تحمل ذكريات لنا، لذالك سلبت خاتمي خِلسة"
إرتديتها دون حتي سماع رد منه وأناملي تتحسس تفاصيل القلادة، حملت خاتم الزفاف الخاص به مع ميدالية علي شكل قلب

" نقترب من ذكري زواجنا الثالثه، لذالك قررت أن أكسر ما يخطر بمخيلتك لهذا اليوم كي أدهشك عند إحتفالنا به"
عاد ليمسك بيدي ليدوي صوت صراخ طفل صغير جعلني أعقد حاجباي

"أليس مسموح لي بأن أدلل والدتكَ قليلا؟"
صوته أخذ يدوي كالصدي لألتفت للخلف، وجدت رضيع موضع علي الكرسي الخاص به ليشتت تركيزي به ضوء أبيض أتي من خلفي مباشره لألتفت نحو مصدر الضوء الأبيض إلي إن أغمضت عيناي خوفاً من المجهول المقبل تجاهنا.

فتحت عيناي بعدما لاحظت عدم زوال الضوء، غرفه بيضاء صغيرة وأمامي صندوقين أحدهما أسود والأخر أبيض، بشعري الطويل وبرداء أبيض خفيف، إقتربت من كلا الصندوقين فورما فتحت الصندوق الأسود نثر علي وجهي دماء لأسقط أرضاً بعد رؤيتي لمكان محطم وبه العديد من الناس الموتي، لالتفت برأسي كي أرفع جسدي الثقيل عن السرير.

"عليكِ أن تهدئ، مجرد كابوس سارة"
وضعت يدي علي صدري بعدما نهضت كي أمسح وجهي ظناً بأن الدماء كانت حقيقيه ووجهي ملطخ بها الأن.

"السادسه؟"
تذكرت بأنني قررت أخذ قيلوله صغيره ولكنها إستمرت لتسع ساعات، عدت لأجلس علي السرير لأجد ورقه وقلاده علي المنضده الموضوعه بجوار السرير، سحبت القلاده التي تحمل قلب مميز، أليست تلك صدفه عجيبه؟ ذات القلادة التي أهداني آياها الرجل بالحلم ولكن هذه ذهبية وتحمل نقوش غريبه بعض الشيء.

"إلى عزيزتي سارة، أقرأ جميع رسائلك التي ترسلينها من خلال ليلي، كم يعجبني وصفك للتفاصيل الصغيرة بالورق، ولكن لما تبدئين رسائلك ب إلي عزيزي المجهول؟ هل ماضيك جعلكِ تنسين من أكون؟ من محبوبك المجهول حتي أري إسمي بالحبر علي ورق الرسالة القادمة."

قرأت رسالتك علي الرغم من شعوري بالسعاده لمراسلتك لي ولكن شعرت ببعض الشك تجاه ليلي، أشعر بأنها هي من كتبت الرسالة، ولكن عندما تقع عيناي علي القلادة مجددا يتشوش عقلي أكثر وأصبح عاجزه عن فهم ما يحدث من حولي.

"وأخيرا إستيقظتي"
بعد شرود دام لخمس دقائق أمام القلاده كسر الصمت مثاوبه ليلي التي توقفت عن السير

"أرسلها لي أمس عندما كنت بالعمل"
رفعت رأسي لأبتسم بإرتباك مما جعلها تركض نحوي بسرعه زادت من قلقي.

"هل أخبرك من هو؟"
همست بفضول لأهز رأسي بالنفي لتعود قائله:

"هل رسائله تحمل كلمات تزعجك؟"

"ما الذي تقصدينه؟"

"أعني كلام سيء سارة، أقصد رجل جريء يرغب في مواعدتك"
غمزت لأنهض تاركه إياها تضحك

"كيف له أن يكون جريء ويرسل لي أول رساله بورق عتيق؟"

"هل الرجل الجيد يستخدم الأساليب التقليدية والسيء يتبع الموضه؟ يكفي مزاح يا سارة"

"شعوري ومخيلتي تخبرني بهذا، وتعلمين جيدا بأن مخيلتي صادقه"

"بهذه النقطه أنتِ محقه، ولكن لا علاقة بالورق العتيق والتفكير الرجال"
تركتها لأجلس علي مكتبي لأشرع في كتابه رساله جديده لك، وهي تلك التي تقرأها الأن، أتساءل لما سردت عليك تفاصيل لا داعي لسردها؟ شعرت بأن رسالتي لك اليوم مختلفه بعض الشيء وهذا شيء غريب لفتاة لا تحب التغيير المفاجيء، يزعجني للغاية.

أتمني أن تخبرني بالمره المقبله عنك، وما هو إسمك، وما الذي جعلك تستخدم تِلك النوعيه من الورق برسالتك الأولي؟

من محبوبتك سارة الغامضة.

-

إلى عزيزى المجهول.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن