الرسالة الحادية عشر : رهبة

20 3 7
                                    

-

لا داعي ببدء رسالة لمشتاق دون ذكر اسمه، فلم يحن وقت معرفتي باسمك بعد.

مر شهر، شهرا لم أصل إلي أي خيط كي أسحب الحقيقة اتجاهي، شهر لم يحدث لي أحداث شيقة أو أتخيل ما قد يحدث لمن حولي وأخمن هل كنت صادقة أم لا، شهر بلا تفكير بلا محاولات تخمين كالدجالين، مررت بأسبوعين أشكر الرب بأنني لم أرسل لك بهم أي رسالة، فمحتواها سيجعلك ترسل لي رسالة أخيرة تخبرني بها كم أنني مجنونة ولا أستحق مكانا بحياتك، إن كنت حقا بحياتك بالأساس.

أصابني مرض اليأس، ترعرع برأسي وتغلغل بأفكاري فأمسي مستحيل أن أنزع كل ما نمي بداخلي، لم أجد إجابات، ولم يمد لي أحد أيادي العون، تعلم بأن ومضات الماضي أيضا تخلت عني؟ لم تعد تساعدني، في الوقت الذي أردت للومضات أن تضيء دربي العاتم اختفت، ولم تعد.

أرسل لك اليوم رسالتي الأولى بعد اختفائي لشهر، وهذا يعني بأن ومضات الماضي عادت لتنير دربي العاتم، اليوم ذهبنا إلي ملجأ للأيتام، وسأخبرك ما حدث بالتفصيل، أرجو أن تستمتع بالقصة.

"ليلى، تتذكرين حادث السوبر ماركت؟"

"أجل، لماذا؟"

"تحققت بالأمر، الرجل كان يهدد زوجته إلى أن أصابها اليأس لتصل إلى قتل نفسها، أجريت عددا من المكالمات حتى استطعت وضع الفتاة بدار الأيتام التي دوما ما يتبرع لها والدي، فكما تعلمين والدي يتيم الأبوين، أم حرمت من طفلتها بالإجبار وشعرت بأن لا مكان لها بالحياة بعد الآن..."

صفير يقطع حديث ليلى المأساوي وقلب انكمش حزنا علي تلك الصغيرة التي لم يعد لها مأوى دافئ يمدها بالأمان.

"لنذهب لزيارتها، بالتأكيد تلتهمها الوحدة"

"لهذا أخبرتك حتى نقضي اليوم معها"
خرجت كلماتها بتعليم بينما تمسح دموعها الهاربة من مقلتيها.
إن أخذك الإصرار علي أخذ طفلة من أمها، إذن عليك أن تكون لها الأب والأم، مخبأها الآمن من جفاء الواقع ومرارة الفقدان، وبدلا من كل هذا، كان كالطعم في مصيدة فئران أغواها فقبض المصيدة عليها.

"سأسبقك إلى هناك"

"رجاء لنذهب سوية"
رمقتها بتوسل بينما هي تنهض وترتدي معطفها، تسارعت ضربات قلبي لسبب مجهول، وكأن عقليا ينسج لي قصة مريبة ستحدث أن ذهبت وحدي.

"عليك كسر هذا الحاجز سارة"
أغلقت الباب قبل أن تسمع سؤالي، عن أي حاجز على أن أكسر؟

رتبت غرفتي وانتهيت من ارتداء ملابسي وتعديل مظهري العام، من يراني هكذا يظن بأنني أنعم بسلام يلهث عليه المشاهد، وإن تمعن النظر بروحي، سيركع شكر لله على ما هو عليه.

إلى عزيزى المجهول.Where stories live. Discover now