الرسالة الثانية عشر : إدراك

20 4 3
                                    

-

رسالة جديدة ولكن، هذه المرة أسرد لك أخبار سارة، أعلم ما يدور برأسك حاليًا، مع مرور سبع ليالِ قمرية فقط بين كل من الرسالة السابقة والرسالة الحالية، من أين لكِ بالأخبار السارة يا سارة؟

نهضت مبكرا وبيدي المفاتيح التي كانت تلقيها الومضات بوجهي ولم اعرها إنتباه قط وخطوات سلسة إلى المقهى المطل علي مسكننا طلبت قهوة و شطيرة جبن، سارة التي تبغض الحراك نهارًا وتعشق الرقص ليلا تشتري قهوة وشطيرة وتسير نحو إحدى المكتبات، أخبرتك بأنه حان وقت إستغلال ما أملك بجعبتي، لن أدع المجهول يدفنني كما تحفر النعامة لرأسها مكان بالتراب وتتواري عن الأنظار، اتتوق لرؤية تبدل معالمك عند رؤيتك لي، كأنثى الطاووس بموسم التزاوج مع إسدال ذكر الطاووس لذيله ذو الألوان الآخاذة، ولكن هذه المرة الأدوار ستكون معكوسة، فمن سيذهب عقله هو أنت حين رؤيتك لي وقد نجحت في إختبار كشف هويتك يا عزيزي.

"أريد دفتر ملاحظات، وهذه الكتب"
وضعت أربعة كتب جديدة لإضافتها لمكتبتي إلي جانب دفتر ملاحظات ومجموعة اوراق عتيقة كي أكمل كتابة ما توصلت إليه وأرسله إليك، تعلم مع جهلي لتعابيرك و إسمك، إلا أنني علي يقين تام بحبك لملمس الاوراق العتيقة و إرتفاع الدوبامين بكامل جسدك مع أستنشاقك لرحيق الكلمات وعراقة الأوراق، نملك ذات الشعور عند إقتناء الكتب فهي تنتشلك من وحاشة الجهل لنور المعرفة، لن أصف أكثر من هذا فشعورنا متبادل ونعلم حق المعرفة به، دعني أصف لك وضعك الحالى.

ثقل يجتاح أعضاء جسدك، إنسحاب مفاجيء للاكسجين بجسدك، تعرق يدك وخفقات متسارعة كسرعة يدك في تحويل الحليب إلى رغوة لتزين كوب قهوتك، تختلس كمية مبالغة من الاكسجين حتي تبث السكينة لفؤادك الذي لم يتحمل كم السعادة التي ينتجها جسدك لمجرد تخيلك رحلة شراء مجموعة من الكتب.

"أشكرك"
أنهي كوب القهوة في المنتزه و حقيبة الكتب الورقية تأخذ راحتها على الكرسي بجانبي بينما كلينا يرمق سماء القاهرة اليوم المحملة بالغيوم الآخاذة، لا أعلم ولكن في كل مرة أراها أيقن بأنك تحب إلتقاط الصور للغيوم على عكسي تماما، أحب رؤيتها دون أن أفسد رونقها، فالعيون تحب المثالية في كل شيء، تصور الأشياء في إيطار سنيمائي لم يحدث من قبل، أما عدسة الكاميرا تجاهد ذاتها لإخراج صورة لا روح لها، دوما ما تخبرني بأنك تحب أن تخرج الصور كما تراها عيناك ولكن ياعزيزي لن تصل العدسة لما أهدانا الله إياه من نعمة الإبصار والتمعن في كل تفصيلة خلقها لنا.

أنهض وتستعد الحقيبة الورقية معي كي تكمل مهمة حمل الكتب والأوراق بداخلها دون أن تسقط أو تتسخ من أي عوامل خارجية.

تتسائل ما هي الأخبار السارة أليس كذالك؟

بدأت تعلم القيادة، على الرغم مما حدث بالأسبوع الماضى أثناء ذهابي لدار الأيتام ولكن فضولي للوصول للمجهول دفعني لكسر الحواجز التي وضعها الماضي بطريقي.

إلى عزيزى المجهول.Where stories live. Discover now