1

844 11 5
                                    

خريف 1816

"غدا، السبت الـ 22 من سبتمبر، سيصير عمري ستة عشر سنة، وهو سن البلوغ في بلدتنا .هذا الأسبوع سأتمكن أخيرا من المشاركة في حفل البالغين الأسبوعي.. قد يكون مصطلح "حفل" مبالغ به نوعا ما فهو أقرب لتجمع ديني لكنني لطالما شعرت بهيبته وقدسيته، ربما لأنه كان الشيء الوحيد الخارج عن العادة هنا، فالحياة تكاد تكون مملة من دون أي أحداث مهمة.
طوال سنواتي الماضية كنت وكل الأطفال نجتمع في القاعة الرئيسية لمنزل الكاهن فيم يقوم بعض الإخوة والأخوات برعايتنا بينما يذهب البقية لكنيسة البلدة مرتدين عباءات بيضاء تصل للركبتين مزينة بصليب مطرز بالذهب فوق عباءات عادية سوداء، لم يكن بإمكانهم لبس معاطف في البرد أو تخفيف الثياب في الحر الشديد، كانت تلك إحدى القوانين القليلة التي نملكها، وفي المساء يعود أهالينا حاملين لنا معهم حلوى، نقضي الأمسية في المهرجان الأسبوعي، البعض يتجهون نحو البحيرة، أما في الأيام الماطرة فقد نقصد حانة ما ونتناول وجبة عائلية.
لا أستطيع وصف مقدار حماستي كوني بدءا من الأربعاء القادم سأصبح جزءا من "المنظمة السرية" الخاصة بالبالغين إن صح التعبير، سأجلس معهم في قلب الكنيسة ونتناقش، ربما الأمر أشبه بمجلس الملك أين يجتمع مع وزرائه وباقي لوردات المملكة كما قرأت في الكتب والمسرحيات، لكن بدل الطبقة الحاكمة سنكون نحن، سكان البلدة من فلاحين وحدادين وأصحاب مهن بسيطة، ظلت ألح على أهلي ليخبروني بأي معلومة ولو كانت صغيرة عن الأمر لكنهم يرفضون، فالأمر ضد القانون كما تجيبني أمي بوجه جاد.
علي الإنتظار لثلاثة أيام أخرى .. تبدو فترة طويلة لي الآن."

كيم سونغمين



كيم سونغمين

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
صبي أوميلاس | سونغ إن ⁦⁦~♪⁩Where stories live. Discover now