2

643 10 0
                                    

"بما أن لدي وقت طويل حتى الأربعاء القادم ولا شيء أفضل لفعله لذا سأكتب عن فترة انتظاري، ربما سأعيد قراءة هذا عندما أكبر وأضحك على نسختي القديمة التي كانت متلهفة للأمر، أو ربما سأعطيها لأولادي ليقرؤوها، لن أطلعهم بالطبع على الأجزاء اللاحقة التي تكتشف أسرار البلدة، فبعد كل شيء أنا ككل السكان هنا، مرتبط جدا ببلدتي وأحبها كثيرا.
أكثر شيء يعجبني هنا هو السلام الذي يلف المكان والرخاء الذي نعيش فيه، فمثلا أصدقائي من القرى المجاورة يروون لي عن مشاكل يومية بين الأفراد وشجارات كبيرة أحيانا تصل لاستعمال الأدوات الحادة، لم أرى أي شكل من أشكال العنف بين أهل البلدة من قبل وأتذكر صدمتي حين رأيت في صغري أما تصفع ولدها وسط المهرجان، بكيت كثيرا ذلك اليوم ولم أستطع إبعاد منظر الولد الصغير بوجهه المحمر وعينيه الذابلتين عن مخيلتي. طبعا كانت المرأة أجنبية فهنا لا يتعرض الأولاد للتعنيف الأسري، العقاب الأخلاقي هو كل ما نتلقاه إن أسأنا التصرف. لم نعد أنا وهؤلاء الرفاق نتواصل فقد أصبحوا مضطرين للعمل لتوفير الطعام لأهلهم كونهم كبروا في السن. هنا لا يمرض السكان إلا بأمراض بسيطة وكبار السن أصحاء جدا، أظن الأمر عائد لقلة المشاكل والراحة النسبية التي نعيشها، كذلك الكل هنا يتعامل بود وعطف، فإن احتاج أحد شيئا ما فسنمد له يد العون.
أبي يعمل كإسكافي، له محل أسفل شقتنا، يعشق مهنته كثيرا ويقضي يومه في إصلاح وصنع الأحذية. بجانب محله مخبزة أمي الاشهر في البلدة، يمكنك من درج منزلنا شم رائحة الخميرة مختلطة برائحة الصمغ القوي.وهكذا فأهلي يضمنون لنا عيشا سليما فلا حاجة لي للعمل، وكطفل وحيد لا وجود لأحد أمضي وقتي معه بعد المدرسة لذا أنغمس في قراءة الكتب التي أستعيرها أو أشتريها من العم كانغ، شيخ لطيف صاحب مكتبة صغيرة وبسيطة في طرف الشارع. في مرحلة من المراحل وددت أن أصير أنا الآخر كاتبا بعد تأثري بما أقرأ، إلا أني أدرك حاجتي لتعلم الكثير قبل اتخاذ هذه الخطوة. حاليا أقرأ كتابا عن علم النباتات، لا أحب الأزهار كثيرا كما أنني لطالما تجاهلت هذا الكتاب بالذات إلا أنني وجدت نفسي اليوم متعلقا به كثيرا، قد أصبح خليفة السيد ليم دونغ مين، صاحب الصيدلية الأشهر هنا، لم أفكر جديا في مهنتي المستقبلية بل على عكس أغلب زملائي في المدرسة لا أملك أدنى فكرة عما قد أصير، لا أرغب في استكمال مهنة أي من والداي ولم أجد شغفي في الحياة بعد، الوقت يمر وسأصير عما قريب في الثامنة عشر، العمر المناسب للاستقرار والعيش بعيدا عن أهلي وربما تكوين عائلة.. حسنا لم أفكر في هذا الجزء من حياتي من قبل، ربما ظننت أني سأبقى طوال حياتي الطفل الوحيد العالق وسط كومة من الكتب في شقة والديه، لا تبدو لي حياة سيئة لتلك الدرجة، صراحة قد أسعد إن توقف بي الزمن في هذه المرحلة، البقاء يافعا للأبد ليست فكرة قبيحة، ليس الأمر أني لا أرغب أن أكبر فقط لا أريد أن يختل توازن حياتي الصغيرة.. أحب الأمر كما هو عليه اليوم. "

كيم سونغمين⁦⁦ ♡⁩

كيم سونغمين⁦⁦ ♡⁩

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
صبي أوميلاس | سونغ إن ⁦⁦~♪⁩Where stories live. Discover now