11

122 9 11
                                    

صباح الجمعة، استيقظ سونغمين وكعادته ركض في أطراف البلدة الباردة رغم الضباب الذي جعل من الصعب الرؤية أمامه، تمهل قليلا لدى وصوله للكنيسة ودار حولها محاولا إيجاد نافذة سجن جونغ إن، كان الأمر صعبا، تذكر بوضوح مكان كل شبر في المكان العتيق ذاك لكنه لم يستطيع تحديد مكان تلك النافذة، ربما لأنه زار المكان مرة واحدة فقط. لاحظ حينها أن الحديقة الخلفية للمكان كبيرة رغم كونها فارغة ولو كان في وقت آخر لما استطاع الاقتراب من هنا لأنه يتم ابعادهم عنها، وبصراحة لن يرغب أحد في الذهاب هناك كونها مجرد عشب وشجيرات قصيرة بلا ظل ولا فاكهة. مشى في المساحة الواسعة ليجد أمامه ارتفاعا في مستوى الأرض، ظنها من بعيد قبرا ما ففزع ولكن مع اقترابه منها اكتشف أنه المنفذ الذي كان يبحث عنه، أطل منها ليستطيع بصعوبة تحديد مكان الفتى الذي كان نائما وهو متكوم على نفسه من البرد، فرح لذاك وانحنى وهمس له
- جونغ إن.. إينيي..

رمش الأصغر بضع مرات قبل أن يقوم فزعا ملتفا أمامه قبل أن يكتشف مصدر الصوت، رفع رأسه وشقت ابتسامة عريضة طريقها لشفتيه حين تعرف على من جاء لزيارته
- هيونغ، أنت هنا

ابتسم ببراءة جعلت من قلب الآخر يعتصر ألما لكمية نقاء روحه التي جعلته يحافظ على ابتسامة صافية كتلك حتى في أحلك الأوقات
- نعم أنا هنا إييني وقد أحضر لك هيونغ شيئا
رمى له منديلا به بعض الحلويات ليتناولها الآخر بشراهة
- هل لا تزال جائعا؟ سأحضر لك المزيد
- شكرا هيونغ

- ها هو ذا الخائن! أمسكوا به!!
صرخ الكاهن ليرفع سونغمين بصره في صدمة
- هيونغ، أنقذني!
صرخ أيان هو الآخر برعب من الأسفل وقد قام مجموعة من الرجال الضخام باقتياده ووضع القيود على يديه ورجليه
- لا!! اتركوه!!
- خذوا هذا الفتى أيضا، فليرى ما الذي يعنيه التصدي لنا
تقدمت مجموعة من الأشخاص منه وحاوطوه من كل مكان، كانوا قريبين منه لدرجة شعر بالاختناق، كان يرى أيديهم تقترب أكثر وتحاول الإمساك به وخنقه، كانت أصواتهم العشوائية تكاد تصمه وأحيانا يصله صوت صرخات جونغ إن

- ابتعدوا!

نهض من حلمه فزعا ومرعوبا، كان غارقا في عرقه رغم الجو الخريفي. كان هذا صباح الجمعة الحقيقي والجو مشمس وجميل والساعة قد تجاوزت العاشرة صباحا. مسح جبينه ورقبته وراح يلهث، كان قلبه يدق بسرعة جنونية وهو لا يكاد يصدق أن كل ما مر به لم يكن سوى كابوس سيء، تمالك نفسه وذهب للحمام ليملأ الدلو بالماء البارد ويرميه على نفسه ليهدأ قليلا، خرج بثياب تقطر ودخل غرفته مجددا وغير ثيابه لينزل لأسفل، كان والده يقرأ جريدة ما فيما كانت والدته تنظف الأواني الزجاجية المحفوظة بعناية في الرف
- صباح الخير. قال والدته بجفاء
- صباح الخير.. ألن تذهبا للعمل اليوم؟ تساءل باستغراب
- يبدو أنك نسيت أن اليوم ليلة القمر الأزرق وأن علينا الاستعداد لها. سيأتي عندنا ضيوف الليلة

صبي أوميلاس | سونغ إن ⁦⁦~♪⁩Where stories live. Discover now