9

91 10 0
                                    

في صباح يوم الخميس، كان سونغمين جالسا على سريره يطالع كتابا ما، كان يوم عطلته المدرسية لذلك استيقظ متأخرا وقرر أن يقضي يومه في السرير، خاصة أن كل ذلك الركض والتمارين التي كان يمارسها كانت مرهقة له فجسمه لم يكن معتادا عليها.
دق الباب مرتين قبل أن يقتحم رفاقه الستة الغرفة يقودهم جي هون، بدت الصدمة على وجهه لرؤيتهم
ـ ياا سونغمينااه، لم أعلم أنك تبقي غرفتك نظيفة ومرتبة. قال قائدهم وهو ينظر في الأرجاء
ـ ما الذي تفعلونه هنا؟
ـ هذا الوغد حقا.. أين أدبك؟ من المفترض أن ترحب برفاقك. جئنا هنا لنتفقد صديقنا.
أشار للبقية لينتشروا في الغرفة الضيقة ويبدؤوا في تفتيشها
ـ ما الذي تفعلونه؟
قفز من مكانه وهو يراهم يرمون أغراضه ويحطمون كل شيء في طريقهم، حاول ردعهم لكنهم فقط تجاهلوه.
ـ هل يريد سونغميني أن يصبح قويا؟ قال وهو يحمل بيده كتابا عن كيف تصبح قويا كالمحارب
ـ دعه، هذا ليس لي
ـ ألن تعيره لصديقك؟ هذا مؤسف
قال قبل أن يرميه في الأرض، فتح درج مكتبه ليجد مذكرات سونغمين. تبادلا نظرات قلقة، كان جي هون ينظر له بشك فيما كان الآخر متوترا، شعر أن نظرات الفتى الوسيم والثري تخترق جمجمته وبطريقة ما تنفذ لأفكاره فيستطيع قراءتها
ـ لنرى ما هذا
جلس على حافة السرير وشرع في القراءة فيم أمسك فتيان سونغمين لألا يمنعه
ـ جي هون هذه أشياء شخصية لا يمكنك قراءتها
تجاهله الآخر تماما وتركيزه منصب على السطور التي بين يديه، كان يقرأ بسرعة ويقلب الصفحات بتركيز شديد قبل أن ينهض ويرمي المذكرات على المكتب
ـ أليس لديك حديث آخر غير كتبك السخيفة وتلك الفتاة البلهاء ؟
ـ أوووووو سونغمين معجب بفتاة
- من هي تعيسة الحظ؟
- ومن قد تكون غير الفلاحة الصينية يون يانغ.. إنها تناسبك تماما. قال جيهون وهو يرمي المذكرة عليه
صار الجميع يحاولون إغاظته، فيم كان هو يرتعش داخليا ويشكر لينو الذي أخذ مذكرته الحقيقية التي دون فيها كل شيء واستبدلها بأخرى مزيفة.
- حسنا دعوه الآن، ولنذهب.. لا شيء هنا على أي حال. قال وهو ينظر حوله بقرف
بعد أن رحلوا جلس سونغمين على سريره يتنفس الصعداء، لم يصدق أنه نجا منهم. ثوان لتدخل أمه بمئزر مطرز عليه اسم المخبزة خاصتها تحمل بين يديها المليئتين بالدقيق الأبيض الذي تخبز به حلوياتها الشهيرة، كانت تلهث ولونها شاحب
- ما الذي كانوا يريدونه منك؟ لما اقتحموا المكان هنا؟
لم يجبها بل بقي مطرقا يفكر في مشكلته التي ظهرت فجأة
- لقد سألتك مالذي أتى بهم إلى هنا؟ ما علاقتك بابن  سانغ هذا؟
قالت والدته وهي تهزه
- لا شيء.. نحن فقط زملاء
- وهل يقوم الزملاء هذه الأيام باقتحام البيوت كأفراد العصابات وتخريبها؟
نظر لها بحدة ليصرخ غاضبا
- كل شيء ممكن في هذه البلدة اللعينة التي يتعرض فيها الصغار للتعنيف من أجل الكبار
صمتت وبقيت تنظر له دون رد، كانت تبدو حزينة
- هل تنامين بشكل جيد أمي؟ هل السر الذي يخبئه الجميع هنا لا يثقل كاهلك؟.. ألا... ألا تشعرين بتأنيب الضمير؟
غلبته دموعه ليبدأ بالبكاء والصراخ، في لحظتها انهار سونغمين الهادئ وأخرج كل ما كان يختزنه بداخله منذ طفولته
- أعلم أنك قاسية وجافة المشاعر.. لم تحبيني يوما أو تعامليني بشكل جيد.. لم أشعر يوما أنك أمي فعلا.. أين كنت حين احتجتك؟ في أصعب أيامي؟ ولكن لا بأس.. أعرف أنك أم بالاسم فقط... ولكن ألم تشعري بالأسف لأجله؟ ذلك الفتى الصغير الهزيل الذي يتعرض للتعذيب.. ألم ترغبي في تغيير الأمر؟ هل هو أدنى منك مرتبة ليعامل هكذا؟
أسكتته صفعة قوية على خده، كان ذلك صادما له فلم تمد أمه يدها عليه يوما
- كيف تجرؤ على هذا؟ صرخت في وجهه.ألا تظن أنني إنسانة مثلك، أني أتعذب أنا الأخرى ولمدة أطول منك. لا تدري كم من ليلة بكيت حين كنت حاملا بك.. كنت خائفة من أن ترث جينات خالك وتكون أصهب مثله، خفت كثيرا أن أضطر لرؤيتك تتعذب كل أسبوع وأن أحرم منك. وحين ولدت، هل تدرك أن الطبيب أخبرنا عن احتمالية أن تكون مريضا عقليا؟ كنت أبكي كل ليلة ولهذا فقد أبعدتك عني.. لم أرد أن أتقرب منك ثم تنزع من حضني فجأة لتسلم لكاهن قاس.. لم أملك القوة ولا النفوذ لإنقاذك إن حصل لك شيء ما.. أنا أتعذب بقدرك وبقدر كل شخص هنا في البلدة، ولكننا نحاول التأقلم مع الأمر
- التأقلم ليس الحل، ينبغي أن نغير الوضع
نظرت له مصدومة وأمسكت بيديه وهي تتحدث بهستيرية
- لا.. لا يمكن، مستحيل.. لن تفلت منهم.. لن يدعوك حيا.. لا أستطيع أن أخسرك
- لا تقلقي أمي.. اهدئي
ضمها لصدره بقوة وربت على رأسها، كانت تلك أول مرة يحضنها فيها، لن يقول أن الأمر كان رائعا ولكنه شعر بالغرابة وكأنه يحتضن شخصا غريبا فهو لم يعتد على الأمر، ولكن من ناحية أخرى فهو يشعر أن شيئا بداخله وجد مكانه
- هل لي خال أصهب؟
- نعم، وقد نجحت أمي في إنقاذه بعد أن منحته لراع كان يمر بجانب بلدتنا، كان المخاض قد جاءها في طريق عودتها من منزل عمة كانت تزورها خارج البلدة وقد كان هذا من حسن حظ شقيقي الذي نجا من العذاب.
.
.
في المساء وتحت جنح الظلام تسلل لمنزل مينهو حين تأكد أن لا أحد يتبعه، دخل بسرعة وأغلق الباب خلفه
- مينهو هيونغ، أين أنت؟
- أنا هنا، تعال
تبع صوته القادم من غرفة في المكان ودخلها ليجد الآخر غارقا وسط كومة من الأقمشة والخيوط
- يبدو أنك مشغول فعلا
- تعلم أن هذا الأربعاء سيكون عيد القديسين لذلك لدي عمل كثير. قال وهو يراحع المقاسات في دفتره قبل أن يركب الخيط في الإبرة ويبدأ في الخياطة حيث رسم الأبعاد على قطعة القماش
- إذا، لم يبقى سوى بضعة أيام ولم تشرح لي الخطة بعد
- لا توجد خطة
- ماذا؟ صرخ سونغمين بصدمة



آسفة على السحبة الطويلة ولكني احتجت وقتا لترتيب أفكاري وقد حدث الكثير في فترة ارراحة القصيرة هذه.. شكرا كثيرا لدعمكم لي، كانت تعليقاتكم الإيجابية حقا تشعرني بسعادة عارمة
هذا البارت نوعا ما قصير جدا ولكن سيكون هناك  آخر غدا إن شاء الله.. أتمنى أن تكونوا بخير وأن تحافظوا على صحتكم خاصة في هذا الجو الماطر~♡⁩

صبي أوميلاس | سونغ إن ⁦⁦~♪⁩Where stories live. Discover now