تدور أحداث القصة في بلدة صغيرة مسالمة يعيش أهلها بسعادة وهناء دائم حيث لا وجود لأي شكل من التعاسة بينهم.
لكن هناك سر غريب لا يعلمه الغرباء، فكل أربعاء تغلق أبواب البلدة ويجتمع البالغون في الكنيسة للقيام بطقس ما.
هذا العام، سيبلغ سونغمين عمرا يخوله ا...
الثلاثاء ليلا "دعاني اليوم والداي للصالة بعد تناول العشاء، بدا كأن لديهما شيئا ليبوحا لي به، كنت مستغربا كثيرا وزاد من توتري الصمت الثقيل الذي أطبق على المكان، ليس من عادتي الحديث كثيرا مع أهلي فعلاقتنا نوعا ما فاترة ويصعب لي في كثير من الأحيان تحديد إن كانا يحبانني أم لا فأسلوبهما جاف في التعامل معي ولا يشاركانني نفس الاهتمامات لذا فالهوة بيننا كبيرة،لكن اليوم بالذات بدت لي الهوة أكثر اتساعا، بدا لي هذا الصمت كهدوء ما قبل العاصفة. تنحنحت والدتي أخيرا لتقول : - غدا يومك المهم، ستشارك في الطقس الديني. أومأت محاولا عدم إظهار فرحتي الكبيرة لتستطرد: - إن كان لديك سؤال لا تتردد في طرحه. في الحقيقة كان يدور بخلدي عدة أسئلة لكنني لم أستطع صياغتها بشكل صحيح، لكنني لم أحبذ بتر الحديث والعودة للتحديق فيهم بغرابة لأنطق أخيرا: - لماذا اختير يوم الأربعاء بالذات؟! أعني.. لقد بحثت كثيرا في الكتب ولم أجد إشارة كبيرة للأمر. كما أريد أن أعرف لماذا تحيط به كل هذه السرية. قلت جملتي الأخيرة مترددا. تبادل والدي نظرات مشككة، تحدثا دون كلمات وأخيرا طمأنها والدي بحركة من رأسه ليلتفت لي - اختير يوم الأربعاء لأنه يوم تعيس في التراث المسيحي، مرتبط بأودن أو شيء من هذا القبيل، لقد نسيت القصة وليست مهمة كثيرة المهم أننا نقوم بهذا لحماية أنفسنا من الشر المحتمل وقوعه. أما عن الجزء الثاني من سؤالك فستعرف إجابته وحدك. لم أكن أتوقع إجابات مفصلة أو مرضية فالإيجاز طبعهما، رغم ذلك كنت أظن أنهما على الأقل سيحاولان أن يقوما بحديث دافئ كما يفعل باقي الأهالي مع أولادهما قبل الأحداث المهمة في حياتهم. نهض الاثنان ليغادرا لكن قبل أن يخرجا من الصالة أضاف:" جهز نفسك لأي شيء قد تشهده غدا، وتذكر أنك من سكان هذه البلدة ولا يمكنك أبدا عصيان قوانينها" الجملة الأخيرة أصابتني بالأرق، لم أستطع النوم وأنا أفكر فيها وأخاول تصور ما قد تعنيه. ما الأمور البشعة التي من الممكن أنها تحدث ؟ أو ربما والدي فقط يقوم بالمبالغة كعادته، فلوالدي طبع كئيب أورثاني جزءا منه رغم أنني أحاول دوما التحلي بالإيجابية. أحيانا أستغرب كيف اجتمعت كل هذه الكمية من المشاعر السلبية في هاذين الإثنين وكيف اجتمعا ببعض في المقام الأول؟ من عرفهما ببعض؟ أتخيل جارتين جالستين مع بعض لتفتح إحداهما سيرة ابنتها العابسة الحزينة دوما للتتفاجأ الأخرى وتخبرها أن ابنها هو الآخر هكذا دوما فتقرران تزوجيهما، ربما من باب القيام بتجربة علمية لمعرفة أي طفل سيولد لشخصين هكذا. يبدوان لي أحيانا كتوأم أكثر من زوجين."
سونغمين
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
