٣- حُرِّيَّةٌ مُطْلَقَةٌ.

51 13 0
                                    

عندما تظن أن الحياة تحرمك من أفضل الأشياء على قلبك و ما تحب لتيأس منها و تعيش بلا هدف، تصفعك بقوة لتستفيق و تدرك أن كل شئ يحدث لك له أسباب، و أما أن تكون الصفعة مفرحة أو قاسية، و لكن تحمل.. أليس أنت من أحببت الدراما و العيش في دور الضحية و بدون هدف في حياتك؟!
_____________________

في إحدى المستشفيات الخاصة الكبيرة التي يعرف عنها وجود عدد كبير من الأطباء الماهرين بحق في مجال الطب و لا تتهاون أبدًا في علاج المريض، كما أنه يوجد شهر في السنة يأخذون حالات مريضة فقيرة غير قادرة على العلاج في مثل مشفاهم لتتم معالجتهم على أكمل وجه في هذه المشفى حتى يكونوا بصحة جيدة، و هذا يكون عمل خيري بدون أي مقابل مادي من المريض أو عائلته.

و في إحدى غرف العمليات، خرج طبيب جراح من الغرفة و هذا الطبيب يكون من أمهر الأطباء في مجاله و أصغرهم سنًا أيضًا، خرج من هو يخلع قناعه الطبي من على وجهه بعدما أنتهى من إنقاذ حياة أحدهم.

ركض أهل المريض تجاهه بلهفة حتى يطمأنوا على مريضهم، ابتسم إليهم بهدوء ثم قال:
- متقلقوش يا جماعة العملية عدت على خير، المريض هيفضل تحت المراقبة أربعة و عشرين ساعة في العناية المركزة لحد ما حالته تستقر.

صاحت به والدة الشاب المريض بانهيار:
- عناية مركزة إيه هو مش كويس يا دكتور، حصله حاجة في العملية؟!!

هز رأسه بنفي و هو يقول بتوضيح بسيط:
- العناية المركزة ضروري في حالته عشان العملية كانت صعبة، لكن هو بخير متقلقيش.

بكت السيدة أكثر و هي تحمد ربها على إنقاذه لإبنها، و أخيرًا تشعر أنها تستطيع التنفس براحة بعدما نجى صغيرها من الموت..
أمسكت بذراع الطبيب قائلة بامتنان كبير:
- شكرًا حقيقي شكرًا يا دكتور.

ربت على كف يدها قائلاً بابتسامة بسيطة:
- ده شغلي يا مدام، عن إذنكم يا جماعة.

تخطاهم و تحرك ذاهبًا ناحية المصعد و لكن أوقفه شابًا من أهل المريض ممسكًا بذراعه:
- و إحنا إيه ضمنا إن أخونا فعلاً كويس و أنت مبتكدبش، ما هو يمكن يكون حصله حاجة ولا مات بس مقعدينه عشان الفلوس الزيادة.

جز الطبيب على أسنانه بضيق عندما لم يعجبه نبرة حديث ذلك الشاب الغبي، و التي كانت وقحة بشدة، ألتفت إليه بهدوء ظاهري و هو يحاول تمالك ذاته ليقول بابتسامة عملية:
- والله يا أستاذ لو مش مصدقني عندك الممرضين إللي كانوا معايا جوا، دقايق و يطلعوا، ابقى أسألهم عن حالة أخوك.

أقترب منه الشاب و هو يقول بغضب غير مبرر في الحقيقة:
- أنت بتبجح فيا كمان!.. ده أنا اقفلكم المخروبة دي.

تنفس الطبيب بهدوء ثم قال بنبرة باردة يحسد عليها في مثل هذا الموقف:
- و المخروبة دي مش بتاعتي الحقيقة، عايز تقفلها أنت حر، عن إذنك عشان ورايا شغل.

حكاية أطفال الميتمWhere stories live. Discover now