٤- لِقَاءٌ بَعْدُ عَنَاءٍ.

64 13 0
                                    

عندما تظن أن لا أحد يريد رؤيتك ولا لقائك فأنت أحمق، هناك أشخاص يتمنون إن يعود بهم الزمن لثانية واحدة حتى يرونك بها، و هناك آخرون يرونك العوض الذي آتى لهم من الله بعد فترة من العناء، انت غالٍ على قلوب العديد مِن مَن حولك، حتى و إن لم تكن ترى ذلك.
_____________________

نائمة على فراش في إحدى غرف المشفى، غائبة عن الوعي، و لكن رغم ذلك عقلها يجبرها على الإستيقاظ..
بدأت تفتح عينيها رويدًا رويدًا حتى إستطاعت فتحها كليًا و التأقلم مع ضوء الغرفة، تأوهت بينما تضع يدها على صدرها لتقول:
- أنا فين؟!

في ذلك الوقت كان "تميم" يجلس بجانبها يراقبها حتى تستيقظ و ترك جميع أعماله جانبًا حتى يطمئن عليها، و عقله مازال غير مستوعبًا من الأساس أنها أمامه الآن حقًا بعد كل تلك السنوات، لولا أثر الجرح الذي في رأسها من الأمام، عندما سقطت في مرة بينما تلعب، و الشبه الطفيف الذي بينها و بين "لورين" الصغيرة التي يعرفها؛ لكان يظنها كاذبة..
و لكن كيف تكون تلك الفتاة مخادعة أو كاذبة و العائلة التي تبنته حتى هو شخصيًا عملوا جاهدين على إخفاء حقيقته، كونه الوريث الوحيد لهم.

تطلع إليها بقلق و لهفة عندما رآها تفتح عينيها ليقول مباشرةً ما إن نطقت بكلماتها:
- في المستشفى يا بنتي، أنتِ كويسة؟!

نظرت إليه "لورين" بتشوش و للحظة نست من هو و أين هي و ماذا تفعل من الأساس في المشفى و متى خرجت من السجن، أهي كانت بالسجن من الأساس؟!
و ببطء بدأت تسترجع آخر أحداث عاشتها لتنظر إليه بغيظ قائلة و قد استعادت عافيتها فجأة:
- كويسة يا غالي، كويسة.

تملك منها الغضب و هي مازالت تظن أنه لا يتذكرها، نظر إليها بتعجب ليقول بعدم فهم:
- في إيه؟!

نهضت من على الفراش و دارت بعينيها في المكان قليلاً حتى وقعت عينيها على مزهرية، لتتجه نحوها سريعًا، أمسكت بالمزهرية و هي تجز على أسنانها بغيظ، دفعتها نحوه بحدة و لولا أنه تفادها ببراعة لكانت أصابت رأسه..
سقط من على مقعده ليقع على الأرض و عينيه تتسع بصدمة و عدم إستيعاب من ما تفعل، لتقول هي بصياح غاضب:
- بقا أنت تنساني أنا، ولااا أنا متنسيش.

نظر للمكان الذي استقرت فيه المزهرية، كانت قد اصدمت في الحائط، و سببت له شرخ بسيط، تطلع إليها مجددًا بصدمة و هو يبتلع ريقه بهلع:
- أنتِ كنتِ هتفتحيلي دماغي على فكرة!

فصاحت به بحدة:
- و أكسر عضمك كمان، إيه يا "تيمو" هتعملي فيها دكتور بجد!

نهضت من على الأرض ببطء ثم قال ببعض الحدة هو الآخر:
- ما أنا دكتور فعلاً، مش عجبك البالطو!

نظرت حولها تبحث عن شئ آخر لتضربه به، سقطت عينيها على مطفأة السجائر لتأخذها من على سطح المكتب و تقذفها نحوه، و لكنه تفادها مرة أخرى و هو يجلس على الأرض بينما يصيح بضيق:
- أنتِ ليه مصممة تجبيلي ارتجاج في المخ!

حكاية أطفال الميتمWhere stories live. Discover now