٦- فُرصَةٌ ذَهَبِيةٌ.

35 9 2
                                    

فرصة، هي فرصة واحدة، أن استمسكت بها ستؤلمك حتى تجعلك تبكي دمًا، و لكنها في النهاية ستجعلك تحلق في السماء من فرط السعادة و الراحة التي نجحت في الحصول عليها، و أن لم تستمسك بها ستجد الألم حتى النهاية، لذا هل ستتحمل الألم حتى تصل إلى نهاية سعيدة، أم ستكون أنت و مسكن الآلام واحد؟!
_____________________

أصرت "لارا" عليهم أن يتناولون العشاء سويًا و بالفعل تجمعوا على السفرة في أجواء لطيفة و صاخبة من طرف "لورين" التي لا تتوقف عن الحديث، و الآخرون يشاركوها مرحها و حديثها و الابتسامة طاغية على وجوههم جميعًا، تحدث "عاصم" بهدوء متسائلاً بينما يمسح فمه بالمنديل:
- قولولي صحيح يا شباب إيه دنيتكم كده دلوقتي؟

حديث راقي هادئ تمقته "لورين" و التي ليس هناك شئ في حياتها لتتحدث عنه معهم بالأساس لذا نظرت إلى طبقها و أكملت تناول طعامها..
و كان أول من أجاب على حديث "عاصم" هو "تميم"، و الذي قال بابتسامة هادئة:
- أنا دكتور جراحة ليا أسمي الحمدلله في مستشفى "النبض"، و كمان ماسك المستشفى بعد وفاة والدي و والدتي و اللي كانوا صحاب المستشفى، حياة هادية خالية من أي أكشن في الوقت الحالي.

ليقول "آدم" من بعده:
- دكتور صيدلي بشتغل فترة مسائية عادي جدًا، ولأ حياتي فيها أكشن بصراحة و شكل الأكشن هيزداد الفترة دي.

أنهى حديثه و هو يضحك بخفة ليتضاحك الآخرين معه كذلك، نظر "عاصم" إلى "جودي" ليقول بابتسامته الهادئة:
- و أنتِ يا "جودي"؟

أجابته بابتسامة متوترة قليلاً:
- أنا خريجة كلية حقوق بس..

و قبل أن تكمل حديثها قاطعتها "لورين" عندما قالت بسخرية فجأة بينما تنظر إلى طبقها:
- خريجة حقوق و قعدالي في مطعم اللي اسمه "إياد" ده!، عيلة عبيطة.

نظر إليها الشباب بسخط و غضب من لسانها السابق لعقلها هذا، بينما تعجب كلاً من "لارا" و "عاصم" و الذي عقد حاجبيه بعدم فهم، و قبل أن يردف بتساؤله قالت "جودي" سريعًا مصححة حديث صديقتها البلهاء:
- يعني حضرتك عارف أكيد إنه صعب ألاقي شغل بسهولة و عشان مفضلش قاعدة في البيت و أهلي يصرفوا عليا و أنا خلاص كبرت يعني، شغالة حاليًا في مطعم، مؤقتًا لحد ما ربنا يرزقني.

أعجبه حديثها الذي أظهر كونها فتاة نقية مسؤولة لا تنتظر شئ من أحد حتى وإن كانت عائلتها -بغض النظر عن أن هذا الحديث كاذب بأكمله-:
- ما شاء الله، أنا واثق إن ربنا هيكرمك قريب، و لو احتاجتي أي مساعدة كلنا موجودين ليكِ.

ابتسمت بخجل و هي تومئ له بخفة، نظر "عاصم" إلى "لورين":
- و أنتِ يا "لورين"؟

رفعت "لورين" رأسها أخيرًا من على الطبق و نظرت إلى"عاصم" بينما تمضغ الطعام الذي بفمها، أشارت ناحية ذاتها متسائلة بعدم فهم:
- مالي؟

حكاية أطفال الميتمWhere stories live. Discover now