٧- وَلَكِنَّهَا أَحْلَامِي أَنَا!

65 8 13
                                    

هل تظنون أن من السهل التخلي عن الأحلام حتى وإن كانت بسيطة؟ بالطبع لا، فالتخلي عن الحلم يمثل التخلي عن الروح ومعاني الحياة بالنسبة للمرء فلا يوجد عاقل يتخلى عن أحلامه بسهولة، فماذا إن سُلِبت منك أحلامك رغمًا عنك وأخذها آخر، مهلاً لا تعِش دور الضحية سريعًا قبل أن تسأل نفسك سؤالًا، هل سرت أنت منذ البداية في الطريق الصحيح لتستحق ما تريد؟!
_____________________

في مبنى ذو عدة طوابق، مبنى بُني على أحدث طراز و أجمل مظهر يليق بما يحدث بداخله من إبداع و روعة في التصاميم التي تُصمم وتعرض في أرقى الدول الخارجية بعدما نالت إعجاب الكثير و حققت نجاحات مهولة، أول طابق هو مقدمة الجمال رغم أنه طابق للاستقبال ولكن يمكنك أن ترى به مجسمات عليها قطع ملابس تسحر من يراها، و لا يوجد أي طابق في المبنى يطبق عليه الألوان الباهتة أو الداكنة جميعها ألوان متناسقة بشكل غير ممل أبدًا، الطابق الثاني خاص بالتصميم و المصممين، الجميع يعمل على قدم و ساق هناك لا يكلون ولا يملون مما يفعلوا، و رغم أن هذا العمل يتخلله الضوضاء و العشوائية؛ إلا أنهم منظمين بدرجة كبيرة، إلا في غرفة واحدة واسعة يكون بها الكواليس كلها و البعثرة الحقيقية، و الطابق الثالث هو الطابق الإداري، حسنًا لا يوجد داعي أن أصف إليك روعة الطابق مثلاً أو أي شئ لأنني نلت ما أريده من وصف اول طابقين، و هو الوصول إلى الطابق الإداري، و تحديدًا المكتب الخاص بمديرة الشركة لنرى ما يحدث في الداخل.

لم تكن متواجدة بالأساس، من كان متواجدًا في هذه الغرفة كان مصيبة رأسها "ريان"، و الذي كان يجلس على أحد المقاعد وأمامه كوب من القهوة و بعض الأوراق التي يقوم بمعاينتها بحرص و عناية شديدة بشكل روتيني، اقتحمت في ذلك الوقت الغرفة "لارا" _اي مديرة الشركة_ و التي كانت تتحدث بمرح مع وجود ابتسامة واسعة أعلى ثغرها، نظر إليها بطرف عينيه ولكنه لم يهتم كثيرًا و عاود النظر إلى أوراقه:
-أيوه طبعًا لازم نيجي كلنا، إحنا نقدر نفوت عيد ميلاد أسورة الغالي، أكيد يا حبيبتي إن شاء الله، باي باي..

أبعدت الهاتف عن أذنها بعدما أغلقت المكالمة، و قد انمحت ابتسامتها فجأة و تحولت إمارات وجهها إلى الضجر الشديد، استمعت فجأة إلى حديث "ريان" و الذي يقول بضحكة:
-بتنافقي مين كده؟

التفتت برأسها له فلم تتعجب من وجوده كثيرًا حيث أنه يتخذ المكتب الخاص بها مقره في أغلب الأوقات، اقتربت منه و أخذت كوب القهوة من فوق الطاولة الصغيرة التي يجلس أمامها، تغيرت تعابير وجهه إلى القلق ما إن رآها ترتشف من الكوب و لم يستطيع إيقافها، أبعدت عنها الكوب سريعًا و علامات التقزز و الصدمة ارتسمت على وجهها:
-أنت حاطط فيها سكر!

هز رأسه سريعًا نافيًا التهمة الموجهة إليه:
-لا محصلش.

وضعت الكوب مجددًا في محله بينما تصيح به:
-لا حاطط، يابني حرام عليك وزنك و صحتك يا بني.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 30 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حكاية أطفال الميتمWhere stories live. Discover now