الفصل الواحد والخمسون.

879 114 151
                                    

| تَضحِية |
.
.
.

-" جِدّياً !! "-

هتفَ لِيونهارد و هوَ يوبّخ الرجل الناعِس ذو الشعرِ النِيلي اللّذي كانَ يُخفي به عينه اليُسرى بعد أن استفاقَ من قيلولتهِ لِلتو، كانَ يرمشُ لِيعتاد بصره على الفوضى اللّتي تحدث من حولهِ ثمّ وضعَ إصبعه الخنصر في أذنهِ و تحدّث بفتور

-" ما اللّذي يحدث؟ "-
-" نِيكولاي، هَل تقول أنكَ كُنتَ نائِماً طوال هذا الوقت؟؟ "-
-" الرّحمة، لَم أنم مُنذ أربعةِ أيام بسببِ مشاكلِ هَيجان حصلتْ في أقصى الشرق و اضطررتُ لِحلّها ناهِيكَ عن حادثةِ قصرِ أستناكوف مؤخراً "-

زفرَ ليونهارد مُطولاً في الوقتِ اللّذي كانَ فيه المدعو نِيكولاي يجولُ ببصرهِ أنحاء المنطقة ليُصدم بكميّة الفوضى و الضجّة اللّتي تحدث عندما يُفترض بالمَراسِيم أن تكون هادِئة و مُسالمة

-" مَا هوَ كلّ هذا ؟؟! "-
-" مساءُ الخَير، من أينَ أبدأ؟ جَلالته واقعٌ فِي ورطة و لا يُمكننا إخراجهُ سِوى عند إخمادِ تلك النيرانِ الزرقاء، و الوَرِيثة تمّ قتلها من قِبلِ شاب غريب اتّضح أنه ينتمي لِلسلالات الثلاث مَعاً و هُنالك شكوك في كونِه حاملٌ لميزة سَرقة القُدرات و يبدو أنه لا يَنوي خيراً بالمَملكة. "-

أمالَ نِيكولاي رأسه قليلاً ثمّ قطبَ حاجبيه .. مرّت فترة طويلة لم تُراوده فيها أحلامٌ غريبة و غير مَنطقيّة كهذه، لعلّ التعب و الإجهاد في حلّ المشاكِل في الأيام القليلة الماضية أنتجَ له خزعبلات يُشاهدها في منامهِ
أن تكونَ فرداً من النُخبة لهوَ أمرٌ مُرهِق بلا شكّ.

-" كلّا أنتَ لا تحلم. "-

لِيونهارد تحدّث ببرود عندما أدركَ ما يفكّر فيه زميله في هذهِ الأثناء، سرعانَ ما حملَ نِيكولاي ملامح جادّة و هو يُطالبه بتفسير منطقيّ لما يحدث وأن يكفّ عن العَبث، فراحَ ليونهارد يشرح له كلّ شَيء مُنذ ظهورِ فلادمير الأول و حتّى قتله لِجودِيث و ذلك دفعَ نِيكولاي لرسمِ تعابيرَ شديدة الدَهشة غير قادِر على التعليق من هولِ صدمتهِ بما سَمِع .. و لِسوء حظّه فلا يبدو أن رفيقه هذا يمزح بشأن تلكَ الأحداث نظراً لمُحيطه الفوضويّ
من نظرة واحِدة يُمكنه معرفة أن لا شَيء سارَ على ما يُرام، ضييّقَ عيناه و قامَ عن مقعدهِ بهالةِ شديدة الجِدّية و هو يهتف

-" أينَ هوَ ذلك الشابّ؟ "-

في الجانِبِ الآخر كانَ المعنيّ و نجمُ الحَدث يقفُ بفتور قُربَ جثّة أولِ ضَحاياه مع ملامِحَ هادِئة كعادتهِ، لكنّه سرعانَ ما محى ابتسامته الصغيرة تِلك عندما سَمِع صوت ضحكاتٍ عالٍ صادِر من خلفهِ، و هوَ يعرف هويّة صاحِبها جيّداً ..

دِماءٌ مُتجمّدة. Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt