الفصل السبعون | النِهاية.

1.3K 124 199
                                    

| دِمَـاءٌ دافِئَـة |
.
.
.

_ بعدَ مُضيّ أربعِ سَنوات _
- حدود أديلمَار الشماليّة ¦ القصر الأوّل -

عِندمَا سَمِع صوتَ ذلكَ الباب الضَخم و هوَ يُفتَح رفعَ رأسه من فوقِ تلكَ الكُتب المُبعثَرة كَي يُشاهد هويّة الضيفِ الّذي اقتحمَ مساحتهُ الخاصّة .. و ذلكَ الأخِير لَم يَكُن سِوى أنتولِي الّذي قررّ فجأة زِيارةَ الشابِ العاكِفِ على دِراستهِ المُكثّفة، و حين رأى مظهرهُ المزريّ و شعره الفوضويّ مع وجههِ العابِس أطلقَ ضَحكة طَوِيلة و لَم يتمالكَ نفسه حتّى كادَتْ عيناه تَدمعان

-" هَل تَرانِي كَعرضٍ كوميديّ ؟ "-
-" آ.. آسِف لَم أقُاوِم ذَلِك .. أنتَ حقًّا تأخذ الأمرَ بجدّية ألستَ كَذلِك؟ "-

الشابُ الفوضويّ رمى بِرأسهِ على الطاوِلَة بِمَلل و هوَ يُلقِي وابِلًا من الشَكاوِي المُتذمّرة كَمن يُوشك على البُكاء، فاقتربَ منه أنتولِي و هوَ يُواسيه بِمَرح

-" هوّن عليكَ يَا رَجُل، و اَعطِ نفسكَ بَعضَ الرّاحة .. لَم يُجبِركَ أحد على أن تَلتهمَ كلّ هذه الكُتب، فِي المقامِ الأوّل لا أحد يتفوّق عليكَ فِي العِلم و المَعرِفة، آثلِرد "-
-" هَذا لا يُساعِد .. أنتَ فَظيع فِي المُواساة. "-

المعنيّ عبسَ بإحباط و هوَ يُعلّق

-" كُن شاكِرًا لِاطمئنانِي عليكَ عَلى الأقَل ..! "-

آثلِرد ابتسمَ بتكلّف و هوَ يزفر، ثمّ أزاحَ جسدهَ قلِيلًا عن مِقعده و راحَ يُمططّ ذِراعاه لِلأعلَى بنيّة تجديد عِظامه المُحنّطة على تلكَ الوَضعية لِأيام ..

-" هَل تَنوِي الذهابَ لِهيلفاسنو اللّيلة لِحضور الحَدثِ المُهم؟ "-
-" ربّمَا قَد أفعل، مَاذا عن البقيّة؟ "-
-" لُوس سَيذهبُ بِلا شكّ .. و أيضًا كُلًا من سَاندرا و بِياتريس أبديا نيّة فِي الحضور .. لكنّني لَا أعتقد بأنّ أيًا من فِيليب و دِيمتري سَيفعلان. "-
-" هَكذا إذَن .. أظننّي سَأذهبُ أنَا الآخر "-

حسمَ آثلِرد قَراره عِندمَا قالَ ذَلِك .. فاتّسعتْ ابتسامةُ أنتولِي و هوَ يعلّق

-" هَاهوَ ذا الوَريثُ يَتصرّف كشخصٍ عاديّ أخِيرًا ! "-
-" كفّ عن مُضايَقتِي "-

تصنّعَ المعنيّ الخَوف و هوَ يقولُ ساخِرًا بَينما يَمشي كِلاهُما لِلخَارج

-" مَاذا، هَل سَتقوم بإعدامِي عِندمَا تُصبح المَلِك التالِي لأديلمَار؟ "-
-" لَا تَستبعد حصولَ شيء مُشابِه. "-

أجابهُ آثلِرد بذاتِ النَبرة، فَما كانَ من أنتولِي سِوى الاِبتسام بِمَرح

دِماءٌ مُتجمّدة. Where stories live. Discover now