الفصل الثامن والستّون.

1.1K 109 113
                                    

| لمّ الشَملِ |
.
.
.

أولَ مَن قامَ باِستقبالِ كُلٍّ من داريُوس و والِده رِفقةَ سِيرجي عِندما وَصلوا لِلمَدينة كانتْ إيفا الّتي تطوّعت لإيصالِهم لحيثُ تَقع المَقبرة حيثُ تمّ دفنُ جُثمان وانَدا فِيها، ليسَ فَقط لأن داريُوس يُريد زِيارةَ قبرِ والِدته الثَمِينة، بَل لأنّ دايلِن في هَذا اليَوم و فِي هذه الأثنَاء كانَ مُتواجدًا هُناك هوَ الآخر كَما صرّحَ والِده الّذي يَبدو كَمن أجرَى بحثًاً شامِلًا و دقيقًا ليُهيء هَذا اللِقاء على أكمَلِ وَجه، فحتّى وجود إيفَا هُنا بَدا مُخططًا لهُ
و هوَ ما جعلَ ابنه مَمنونًا لِلغاية.

-" سَعيدةٌ لِرؤيتكَ بِخَير، داريُوس ! "-

اِفتَتحتْ إيفَا المُحادثة بقولِها ذلكَ بِبَشاشة و ملامِحَ مُرحّبة بعدَ أن جَفلتْ لِبُرهة عِندما لاحظتْ رقعةَ عينِه، لكنّها قررّت عدم السؤالِ عَنها لِلحفاظ على الأجواءِ السَعِيدة و تجنّب الخوض في تفاصِيل المَعركةِ المؤذِيَة .. و لاحظَ داريُوس وَ لِسببٍ ما إنّ وَجهها - آنَذاك - كانَ مُشرِقًا كَما لم يَكُن من قَبل، و أيًّا كانَ الشَيءُ الّذي جَعلها مُبتهِجة على هَذا النحو، فهوَ مُمتنّ لِأجلهِ.

بادلهَا الاِبتسام و مِن ثمّ التحيّة، فراحتْ هيَ تُحييّ المَلِك باحترامٍ بالِغ و ذلك جعلَ إيدولَاس - الّذي كانَ يرتدِي معطفًا ذو قلنسوة يَقيهِ من أشعةِ الشمسِ المُباشِرة و مُخصص لِأفرادِ أديلمَار تحدِيدًا - يُشير بيده بِأنّه لا حَاجةَ لِلرسميّات، و طلبَ منها أن تُعامله فَقط كوالِد صَديقها وليسَ أكثرَ مِن ذلك مِما أثار دهشةَ إيفَا إلّا أنّها سارعتْ برسمِ ابتسامة لَطِيفة على وَجهِها و هيَ تومئ لهُ إيجابًا بسرور .. أما بِالنسبة لِداريُوس، فهوَ ما زالَ مَصدومًا بعضَ الشيء بعدَ أن سَمِع رِوايةَ والِدة و كيفَ انتهى بِه المَطاف لِيَغدو المَلِك الجَديد لأديلمَار، لكنّه سرعانَ ما تفهّم الأمر و حاولَ الاِعتياد عليهِ و تجاوُزَ صدمتهِ .. لأنّ جميع نتائجَ تِلكَ المَعركة - على حدّ سَواء - لَم تكُن متوقّعة على أيةِ حَال.

خلفَ إيفا بِبضعةِ أمتَار، استقرّت سيارةُ بَيضاء فارِهَة مع نقوشٍ ذَهبيّة على إطراتِهَا الداكِنة، فَلم يشعر داريُوس بِنَفسه حينَ تبسّم ابتسامةَ عَريضة فورَ أن تذكّر لِمَن تعود تِلكَ السيّارة بَل و تذكّر جولته الأولَى على مَتنِها رفقة أصدقائهِ في الماضِي .. و إيفَا لاحظتْ تعابيره تِلك فَلم تُقاوم سؤالَهَا لهُ

-" هَل اِشتقتَ لِتلكَ الجولاتِ السَخيفة؟ "-
-" و هَل تشكّينَ فِي ذلك؟ "-

أجابَ سؤالَهَا بِسؤالٍ آخر دَفعها لِلضحك بخفّة، ثمّ اتّجه جميعهم ناحيةَ مكانِ ركن تِلكَ السيارة المَقصودة و الّتي خرجَ منها لاندرِي و انطلقَ ليُمسكَ بكتفيّ داريُوس بِحَماس

دِماءٌ مُتجمّدة. Where stories live. Discover now