الفصل الرابع والخمسون.

857 114 133
                                    

| وَ حَلّ اللّيلُ |
.
.
.

أعادَ شحنَ سِلاحهِ مع تَقطيبة حولَ حاجِبيهِ مُنزعِجاً من حَقيقة تفادِي ذلك الشاب لِطلقتهِ تِلك .. رغم أن ملامِحَ وجهه المَلولة لم تَكُن تُظهر أياً من مشاعِرِ الاستياء اللّتي بداخِله
صوّبَ بشكلٍ جيّد و انتظرَ قليلاً ليحصلَ على فرصتهِ، و في اللّحظة اللّتي تسبقُ ضغطه عَلى الزِناد حصلَ على ضربة موجِعة دفعته بَعيداً عن موقعه مُرتطِماً بالحائِط

-" عثرتُ عَليكَ ! "-

لاندرِي تحدّث بلهجةِ صاخِبَة مع اِبتسامةٍ واثِقَة زيّنت ملامحَ وجهه و هوَ يقتربُ أكثر من كايُوس اللّذي نهضَ من فورهِ و سحبَ سلاحهُ مَعه و مُباشرة أطلقَ رصاصة ناحِيَة قرمزيّ الشعر فحاولَ تفادِيها لكنّها كانتْ أكثر سرعةٍ منه، و لحسنِ حظّه لم تُصِب منطقة حيويّة بسبب اِرتباك كايُوس آنذاك و قِلّة تركيزه، لكن ذَلِك لا ينفي حَقيقة أنه نجحَ مُباشرة في عرقلةِ لاندرِي اللّذي قررّ استعمالَ ميزتهِ و أعادَ تلك العشر الثوانِ لِلوراء ليتمكّن هذه المرّة من تفادِي الإصابة بسهولة بَل و قامَ بالهجومِ عَلى كايُوس لقلبِ الطاوِلة عليه

و عِندما ابتعدَ خطوتين لِلوراء يُشاهد خصمه اللّذي حصلَ على ألمٍ في مُنتصف معدته بسببِ تلك الرَكلة الخشِنة وقفَ يقطبُ حاجباهُ بعبوس و هو يهمسُ مُوبّخاً نفسه باِستياء

-" بِئساً، ما كانَ عليّ استخدامُ قُدرتي بهذهِ السرعة .. "-

يعترفُ أنه تعجّلَ في إعادة الزَمن آنذاك رغم أنّ إصابتهُ تلك لم تَكُن خَطيرة، لقد تصرّف تِلقائياً و دونَ وَعي، و لعلّه نسيَ حقيقة أنهم في مُنتصف حربٍ حَقيقة هذه المرّة و يحتاج لاستغلالِ ميزته بشكلٍ مثاليّ و أن يَكُف عن العَبث بِها
ما باليدِ حِيلة، فَقد اعتاد على استخدامها لأمورٍ سَخيفة في الماضِي نظراً للحياة المُسالمة و المُملة اللّتي يعيشونها في المَدينة

فِي نفسِ الوَقت و في طابقٍ آخر كانَ ماريُون يَبدو مُتماسِكاً جِداً بالنسبةِ لمواجهتهِ اثنان في الآنِ ذاته إضافةً لِحقيقة أنه مَختومٌ بالفِعل، و ذلك جعلَ جِيمس يشتمُ بصوتٍ عالٍ

-" لَقد وقع سلاحِي من الشُرفَة آنذاك .. و الآخر .. "-

تمتمَ كلاودِيل باِستياء يُخاطب شَرِيكه ثمّ أشارَ بسبّابتهِ ناحية الأرض اللّتي يقفُ عليها عسليّ العَينان حيثُ كانَ سلاحه الآخر مُلقى بإهمَال هُناك، على بعدِ حوالي مترٍ واحد من موقعِ ماريُون الحاليّ
فعبسَ وجهُ جِيمس بملل و هوَ يُحدق فيهِ مع نصفِ جفنٍ مُغلق

-" جِدّياً كلاود؟ "-

كلاودِيل لم ينتظر سخريته، بَل تحرّك بسرعة شَديدة و هبطَ يتزحلقُ عَلى الأرض لِيسحبَ سلاحه بأنامله بخفّة و رَشاقة، لكنّه حِينها رمى نفسهُ كطعمٍ جاهز لماريُون اللّذي رفعَ ساقه مُباشرةً ينوي ركلهُ بكلّ ما أوتيَ من قوّة يرفضُ تفويتَ هذه الفرصة الذهبيّة لولا تدخّل جِيمس في اللّحظة الأخيرة حين اندفعَ و قذفَ بجسدهِ ليهبطَ على صاحبِ العيونِ العَسليّة فَيقع كِلاهُما على الأرض بقوّة
بينما حصلَ كلاودِيل على سلاحه بِسَلام و دونَ أي خِدش ولا يَبدو أنه مُنتبه لِما يحدث خَلفه من ضَجِيج بل راحَ يتفحّص إذا ما كانَ مسدّسه الثَمِين تعرّض لأي خدوش أو أضرَار

دِماءٌ مُتجمّدة. Where stories live. Discover now