٣١ | تحت سقف ريدفلاغ |

4.3K 711 511
                                    


نيويورك، مقاطعة مانهاتن، ثانوية ريدوندو يونيون.
٠٨/٠٢/٢٠١٨
١١:٠٠ صباحا.

«حسنا، ماذا الآن؟» سألت آرثر خلال استنادي على سيارته الرياضية السوداء، حشرت قبضتي في سترتي السوداء الجلدية وتمعنت في الثانوية الجديدة من تحت النظارات الشمسية التي سلبتها له.

تبدو مجرد ثانوية عادية، بسيارات طلبتها المتنوعة، وبألوانها المتباينة بين الأبيض والأحمر الفاقع.. وعلمت أنها ألوانهم المميزة. لربما الشيء الوحيد الذي سأشتاق له هو لباس المشجعات الذي كان متناسقا مع لون عيني اللوزتين وشعري الكاراملي السابق. لكن بالتفكير بالأمر ربما سأقتني عدساتٍ حمراء هذه المرة وأحافظ على لون شعري الأسود الطبيعي حتى ألعب دور أنثى الشيطان بكفاءةٍ.

«لقد كنتِ مستمتعة منذ لحظاتٍ فقط بالرياح وأغنية هالزي، ما الذي غير مزاجكِ هكذا؟» سأل آرثر وهو ينحني نحوي على جنبٍ ويأخذ لمحة من وجهي المتململ عن قربٍ. وجهت نظرة جانبية أتمعنه بدوري دون أن أرمش إلى أن رأيت انعكاسي ككيانٍ داكن على عينيه العُشبيتن، رمادي أم أسود أنا؟

«أنت تعلم، الخيال مكان مغرٍ لكن الواقع مكان مقرف.» أجبته وسرت للأمام أتركه خلفي وأُزفر تنهيدة صغيرة. أرمي كل شيء مع خطواتي الثقيلة وأرفض الشعور الخانق الذي يتملك حنجرتي.. من السخيف أن تقع تحت سِحر أُغنية ما وتدرك تعلقك بأحدهم ثم تفتح عينيك حتى تجده غير موجودٍ والسنتيمترات أصبحت أمتاراً بينكما.

أنا مُحبطة.
جدا.

تأتي تلك الهواجس الغريبة بأنه لربما كان علي تقبيله للمرة الأخيرة بما أنني سأُفارقه ولا يهم من المحق والمخطأ، أشعر بكوني أُصبح درامية جدا داخل عقلي وأبدأ في صناعة سيناريوهات لا تنتهي لكنني لا أقدر على إيقاف نفسي، وأعجز عن عدم تصوره بالقرب..

وجوده الدافئ يطاردني ضمن هذا الكون المتجمد والمُظلم.

ما إن دفعت باب الثانوية الخشبي إلى الأمام ودخلت رواقها حتى توقفت مكاني ورفعت حاجبيّ للأعلى قليلا. أخرجت هاتفي من سترتي أتفحص الوقت وأتأكد من أنه وقت الدروس وليس الذهاب نحو غرفة ما بأحد الفنادق.

حسنا، ليس من شأني.

أدرت عينيّ بتململٍ وتابعت سيري للأمام كأنني لم أرى شيئا ولكنني كنت مُبطأة بعض الشيء كوني أحتاج توجيها من آرثر نحو مكتب المدير.

«انتظري أنتِ، أيتها المُشجعة الماهرة.»

استدرت نحو صاحبة الصوت المألوف أراها تُعدل الشريط الذي يحيط قميصها الحريري الوردي وتقوم بربطه مخفيةً جزءا من صدرها، ثم عدلت تنورتها البيضاء الضيقة ووقفت بطريقة استعراضية وفخورةٍ. أرسلت نظرة سريعة للفتى الأشقر خلفها لأجده يمسح على شفتيه ويبتسم بطريقة غريبة مثل الأشخاص الثملين...

كاراميل Where stories live. Discover now