٤٢ | أقحوان ديلان |

6.4K 713 752
                                    


«أخيرا...» تمتمتُ محادثة انعكاسي بعد أن أخذتُ حماما سريعا، لأنني لم أكن مُتحملة طبقات العرق هذه وفي نفس الوقت احتجتُ إلى تنظيم أفكاري حول ريو.

تضارب مشاعري يقودني للجنون خاصة أن متناقضة حيث جانب حقير مني يُفكر في رد فعل ديلان لحظة علمه عودتي إلى استعمال غسول الكاراميل، والجزء الأكبر يقوم بجلدي، إشعاري بذنبٍ أكبر حول ما حدث سابقا.

ريو خان، حان وقتُ محادثته ولا مجال للتهرب خاصة أنها العاشرة مساءً.

لم يمضِ الكثير على تحطيمي ذلك الفتى، وبسبب تواجدي وحدي داخل غرفتي حاليا معزولةً عن العالم أجدني أتذكر صراخه في وجهي من تلك الليلة، أتذكر انهياره وهروبه مني، أتذكر ابتسامتي الشيطانية، لم أكن أشعر بشيء ناحية غير التقزز، بل كُنت فتاةً متحاذِقة تظن أنها أنقذته وتستحق شكرًا وتبجيلا.

ديلان ليس بقربي الآن أي أن مضاد قلقي غائب، لا مُخدر لي للتهرب من وقعي، كما أن تعبي المتكدس فوق كتفيّ يلعب دوره في النيل مني والسقوط ضحية لهواجس سخيفة.

أكان من الخطأ رغبتي في الاتصال به؟ لربما كانت الرسائل أكثر نفعا في حالتي خاصة أنني عاجزة عن إيصال الندم الذي يجول بخاطري، ولكن في نفس الوقت أُدركُ أن الكلمات الجامدة سوف تقودني للحصول على شتائمٍ وتهديدات مثلما حدث قبلًا.

لا يُمكنني تخيل رد فعله مهما فعلت لذلك استسلمتُ وخرجتُ من الحمام متجهةً نحو هاتفي، ثم حملتُ بيدي اليمنى بينما أستعملُ الأخرى في إمساك الورقة التي تحوي رقمه. قُمت بتدوينه سريعا ودون تفكير ضغطتُ على زر الإتصال متمنية لي الحظ الذي لم يحالفني منذ مدة الآونة الأخيرة.

لوهلة شعرتُ أن أحدهم مارس عليّ سحر الفودو وهو يُعذب الدمية التي على شكلي انتقاما مما فعلته بالماضي.

رنين، رنينيّن، ثلاثة. أربعة، خمسة، ستة. سبع—. إن مراسلكم لا يرد على المكالمة، يرجى إعادة المحاولة لاحقا.

لابد أنها إشارة قدرٍ لعدم وجوب الإتصال! تنهدتُ على رغبتي في التملص وعاقبتُ نفسي عبر مُعاودته. سيكون شعاري هذه الفترة هو تعذيب آمور مكان دود الكُتب.

رنين واحد، رنينيّن، ثلاثة. أربعة، خمسة، ست—. «من على الهاتف؟»

لا إراديا قطبتُ حاجباي لحظة سماعي صوتًا أنثويا مضطربا بعض الشيء، لوهلة ترددتُ ولكن لحظة حديثها مجددا ببعض الانفعال. «مرحبا!»

«هل هذا رقم ريو خان؟» سألتُ ببعض التردد ولكن كان علي التأكد، استمعت لها تأخذ نفسا عميقا وترد. «أجل، ولكن من أنتِ؟ لما تتصلين به في هذا الوقت؟»

سمعتُ صوتًا آخر يتدخل بقربها ولم يكن واضحًا لي، لربما هذه الفتاة حبيبته؟

«أنا زميلة قديم له فقط، أحتاجه في موضوعٍ مهم.» شرحتُ لها على أمل أن تناوله الهاتف ولكنها استمرت في السؤال. «بهذه الساعة؟ ما اسمكِ؟»

كاراميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن