٣٦ | ثنائية الميول |

7.3K 685 679
                                    


«إلى السيارة آ-»

«لا!»

«ولكن آمور أنتِ سوف تتجمد-»

«لا! لم تصل الثانية عشر بعد.» عاندته صارخةً ولكن لم أتمكن من إخفاء الرعشة داخل صوتي لذلك عانقة جسدي أقوى وأغمض عيناي متألمةً، يا للهول! لم أكن أدري أن الشعور بالبرد قد يتطور إلى إحساسٍ بالألم، أشعر أن أطرافي على وشك ال-. علت شهقتي ما إن رُفع جسدي عاليا، أنزلت يدايَ بذعرٍ للأسفل أتمسك بكتفي ديلان الذي حملني غصباً عني وسار نحو السيارة متجاهلاً رفضي وصراخي.

«لما لا تتركين ذكرى الموعد لطيفة؟ هل تريدين أن ينتهي به كذكرى وفاتكِ برداً آمور؟» وبخني وهو يفتح باب سيارته من الخلف ثم انحنى للأسفل واضعا كفه الأيمن على رأسي، وقام بإدخالي واضعا جسمي على الكرسي.

ابتعد عني قليلا موجها وجهه نحو وجهي ورافعا إصبعه بتحذيرٍ. «كوني فتاةً مطيعة آمور وإلزمي مكانكِ، سوف أُشغل تدفئة السيارة لذلك قومي بعصر فستانكِ ونزع حذائكٍ وجواربكِ المبتلة!»

وضعت كفي الأيسر على وجهه أدفعه للخلف بتأفف وعدم رضا، ولم أرد عليه؛ لذلك هو قد سحب نفسه خارج السيارة وأغلق الباب متجها نحو جهة السائق. زفرت مغتاضةً ولكن لم أتمكن من عيش انزعاجي مطولا بسبب العطسة القوية التي اجتاحتني. لويت شفتاي مستاءة أكثر وعلمتُ لحظتها أن الأنفلونزا قادمة وأنني سوف أدفع ثمن لحظتي المجنونة لأيامٍ عديدة رفقة الأدوية المُرة.

مديت يدايَ نحو حذائي أفتح رباطه ونزعته بسرعة، بعدها أدخلتها تحت فستاني أسحب أفتح أزرار سروالي القصير وأقوم بإنزاله مع جواربي الطويلة للأسفل. تنتابني رغبة في نزع حتى ملابسي الداخلية كوني أتقاطر حرفيا!

«لما لا ترتدين سترتي؟ يمكنك نزع فستانكِ وارتداؤهَا، تقريبا سوف تصل إلى منتصف فخذكِ وستكون لِبسا جافا مؤقتا يحميكِ من نزلة البرد. على الأقل حتى نصل للبيت.» اقترح علي وفكرت قليلا في عرضه، لست أدري تماما لو أعمل به أم أنني أشعر بالكسل العارم الذي سيدفعنيِ إلى تحمل البرد والسكوت.

رميت نظري إلى حقيبتي المرمية بالسيارة بالقرب مني والتي أحضرها ديلان قبلا مع الأغراض الموضوعة حاليا بالصندوق الخلفي، ولا أدري لما اقتحم آرثر عقلي فجأة لذلك سحبتها نحوي وفتحتها ثم أقحمت يدي باحثة عن الهاتف وشاعرةً ببرودة المفاتيح المرمية بالأسفل. ما إن وجدته قد أضأت إنارته وراقبت الساعة، إنها الحادية عشر وهو لم يسأل علي.. من الغريب أنه لم يتصل ولم يرسل أي رسالة مزعجة على عكس والدتي التي لا تتوقف، ولوهلةٍ شعرت بفضولٍ عارم من أجل معرفة الشيء المشغول به.

ما إن توقفت السيارة فجأة حتى نظرتُ باستفسارٍ ناحية ديلان الذي كان يضع عينيه علي مسبقا من خلال المرآة الأمامية، وبعدها تحدث. «ما الذي قررته؟»

كاراميل Where stories live. Discover now