٤٦ | المرة الأولى لكل شيء |

6.5K 589 1.2K
                                    

لم أُشيح عيناي عن انعكاسي هذه المرة، دققت ودققت للمرة المليون دون رمشٍ، صدري يهتز بعنفٍ وقطرات عرقي تنساب للأسفل بغزارة.

هبط جسدي بغضبٍ وضربت قبضتاي معا بالأرضي ساخطة وصراخي يخرجٌ مثل الحيوان المزمجر؛ ضقتُ درعًا بهذا الفشل، بهذه اللعبة، بكلمات آرثر التي تلاعب عقلي وتزيد من شُعلة غضبي ليغدو جنونا بحتًا.

لا يُمكنني الرقص على هذه الأغنية ولا التركيز حتى مع كلماتها.

لا يمكنني صُنع هذه الرقصة، سوف أفشل.. سوف أفشل في هذه المهمة السهلة وأغدو مهزلةً بينهم.

أعجز عن اصطياد طرفٍ ضئيل من التركيز اللعين.

لا يمكنني! زحفتُ نحو المذياع القريب وضربتُ أزراره بعنفٍ صارخة. «أغلق فمك! لتسكت!»

وعندها انتشر السكون ولكن ما عقبه هو صوت تنفسي المرتفع، وتسرب دقات قلبي الصاخبة نحو أُذنيّ، لم تكن لحظةً حُلوة المذاق كما اعتقدت فسرعان ما ركزتُ مع حقيقة ارتعاشي الهستيري، وتبين لي كم أن جسدي المحموم فاقد للسيطرة كُليا.

تكورت حول نفسي وأغمضتُ عيناي بقوة متوسلةً أن يمر الأمر دون المزيد من الآلام غير المبررة، لا أدري لما كل هذا الانفعال على شيء قررته بنفسي، إنها آخر رقصة، إنه وداعٌ نهائي لشريكي في الرقص وسوف أحقق منافعا من فعلي هذا، من المفترض أن ما أفعله جزءٌ من خطتي لاستعادتي ديلان.

لما كل هذا التردد والألم؟ لما عقلي مقتنع بينما جسدي يعيقنا للتقدم؟ لما على جسدي أن يكون ضدي هكذا!

«علي أن أقف!» حادثتُ نفسي مُصرةً أن أستمر ودون أن أنظر نحو المذياع ضغطتُ على زر تشغيله حتى تُداع تلك الأغنية المشؤومة مجددا، وقد صدى فعلا صوت اللحن الأولى في أرجاء الغرفة الفارغة بينما أقف باستقامةٍ مراقبةً جسدي الهزيل المتخفي تحت ملابسي الرياضية السوداء الضيقة والمطاطية.

حسنا، أفكاري الأولية كانت متمحورة حول الدوران حول نفسي عدة مراتٍ بينما أتقدم للأمام متوازية مع مقطع المغنية التي تؤكد على حقيقة عدم إمكانية الهروب في الوقت الحالي، وبعد نهاية المقطع سوف أرفع قدمي عاليا ولكن بالخلف حتى يجذبها آرث—شريكي بالرقص ويسحبني نحوه ملامسًا جسدي خلال المقطع التالي الذي يتحدث عن نفس الحركة.. حقيقة رغبة الطرف الآخر في تحسس شيء ما، جزء ما، الشعور بأمرٍ أو لهفةٍ راجعة إلى تخيلاتٍ حميمية، أنه يتواجد حول جسدها—يلامس جلدها؛ وعند هذه اللحظة تتسلل ذراع الشريك بينما الأخرى تثبت المشجعة ويرميها عاليا نحو كتفه ثم يرتفع بينما هي تستخدم كراتها للتشجيع!

توقفتُ مكاني لحظةَ تسلل تلك المشاهد إلى ذهني مجددًا، آرثر يراقص جوليا ويلامس جسدها، يُظهر للعالم كم أنه من السهل الحصول على بديلٍ متعاون، بشوش.. وخاضع إلى كامل سلطتك ال—

كاراميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن