٥٨ | فتاة الحرب |

4.2K 469 1.4K
                                    

العائلة.

لدي عائلة.

نحن عائلة.

أنتِ عائلتي.

من هم عائلتي؟

هل لي عائلة؟

ما هي العائلة؟

أم بالنهاية يتبين أنني عائلتي.

مما يعني أن كل ما سبق هو اللاشيء.

لأنني اللاشيء.

«سُحقا، سُحقًا، سُحقًا.» الكلمات تخرج مني بسرعة.

بسرعة.
بسرعة.
أسرع مما أتنفس.

وهي تبدو مبهمة؛ وكأنها مجرد فقاعات لأنها مختنقة. هل أنا في قاع البحر؟

أنظر لما هو حولي بتشويشٍ، ولا أدري بالضبط أين قد استيقظ هذا الجسد... جسمي محموم.

أخرجتُ أنفاسي بصعوبة، وتخيلتُ البخار الساخن يتسرب فأنا مشتعلة، أنا أشتعل... يا إلهي!

سرعان ما سقطتُ على ركبتيّ بنفس السرعة التي نهضتُ بها؛ وتمكنتُ متأخرة من رصد الوخز المتأجج عند ذراعي. حركتُ رأسي نحو جانبي الأيسر حتى أتمكن من لمح العمود المستلقي.

لا يهم، لا يهم.

تحركت رقبتي دون سيطرة، أشعر بها كالمطاط، كالمائع الذي يتراقص هنا وهناك؛ ولا أفهم لما عيناي ترفضان العمل بشكل طبيعي؛ ولكن رغم ذلك أتمكن من لمح حذاءٍ أسود لامع على مقربة. «من المفترض ألا تنهضي بسرعة بعد هذه الساعات الطويلة من النوم، ألم تعتاد—.»

ولكني أتهاوى نحو الأرض حتى أسجد هناك وأنكمش حول نفسي، مع مرارة، مع نِقم خبيث؛ وشهقاتٌ غير مدروسة تخرج بقبحٍ للخارج، ولا أفهم حتى لما رأسي يتحرك لا إراديًا نحو الأعلى والأسفل. هل أنا أُفيقني عبر تحطيمه ضد الأرضية؟

أفيقي.

أفيقي.

أفيقي.

أفيقي.

كاراميل Where stories live. Discover now