١ | كيوبيدو دود الكتب |

26.4K 1.9K 1.9K
                                    


٢٠١٧/٠٦/٠٦
الولايات المتحدة الأمريكية، ألاسكا.
مقاطعة فيربانكس نورث.

تفحصت شكلي في المرآة للمرة الأخيرة حتى أتأكد من مثالية لمساتي على هذا الوجه والجسد، لكن بطريقة ما كثيرا ما أشرد في ملامحي الفرنسية والتي بها لطخات من الجمال الأيرلندي، خليط غريب جدا. أنف صغير وشفاه مرفوعة مرسومة بدقة ورقة قاتلة، بشرة شاحبة بها نقاط داكنة وهي نمشي... ذلك النمش الغبي الذي أكره كثيراً.

لست معجبة بشكلي، وليس بسبب عدم جمالي إنما لأنني أرى والداي كلما أنظر لنفسي. أرى كل شيء سيء عنهما، هذه الأشياء القبيحة تطاردني دوماً.

إلا أن من هم في عمري يجدونني جذابة جدا، أعلم حقيقة كوني مرغوبة بين الجميع، أعلم أنني أتلقى الحسد من الكثير، لقد لُقبت بالفاتنة لدرجة بات واضحا للكل أن من يقول العكس هو مجرد غيور ومقهور، لكن بطريقة كل هذه الأشياء تتجه ناحية ثقب أسود لا نهاية له، يمكنني أن أرى في انعكاسي روحاً سوداء، مذنبة جميلة جدا.. أرغب في تقبيلها.

من نحن آمور؟ من نحن؟

تنهدت بصوتٍ مسموع ثم أسدلت شعري الكارامالي خلفي. عدلت أطراف فستاني الأسود الذي يعانق جسدي النحيف. استدرت حول نفسي ثم تكلمت. «هذه الليلة المباركة من كل سنة حيث تكونين اسماً على مسمى.»

التقطت صورة لنفسي في المرآة وقررت هذه المرة أن أضع الصورة منشورا في حسابي بالانستغرام تحت عنوان 'كيوبيدو يمر على آلاسكا' لأنها آخر إطلالة لي وبعدها لن يروني مجددا. بعد أن تم تحميل الصورة مباشرة بثوانٍ حصلت على إعجابٍ من حساب ما، واستغربت من سرعة استجابته مع الصورة، قرأت اسمه بعدم اكثرات. "Love09172007"

قاطعني صوت نداء والدتي الذي يبعث قشعريرة قرف على طول جلدي، إلا أن هذا لم يمنعني من المشي نحو خارج غرفتي، نزلت الدرج بحذر حتى لا أنزلق بسبب الكعب الطويل.

«تبدين جميلة آمور.» أردفت مع ابتسامة باهتة فهززت رأسي بالموافقة لأنني أعلم ذلك.

«أعلم ذلك، من غير الممكن ألا أكون مع والدين مثلكما.» ردي قد أخرسها لأنها علمت تمامًا ما أشير له، وهي لا تمتلك أي جواب فأنا محقة.

انتشر التوتر في الجو، كما هي العادة. كلما نفتح حوارًا أو موضوعاً، أنا أضربها بنقاط ضعفها التي تقتلها من الداخل.

أنا لست لئيمة، ولكن فاقد الشيء لن يعطيه صحيح؟ من زرع الشوك سيحصد السم.

كان لمعان عينيها حزيناً، على عكسي ميتاً. رغم أن لنا نفس اللون والشكل إلا أن التعبير لعب دوراً. فهي تعطي هالة ضعيفة بينما أنا صارمة.

كاراميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن