الفصل السابع

8.8K 232 13
                                    

في المساء
أوقف سيارته أمام هذا المنزل القديم المهجور على أطراف المدينه وترجل منها وهو ينظر الي الطريق الخالي والمظلم أمامه ثم توجه الي المنزل وصعد الثلاث درجات ووقف أمام الباب الخشبي واخرج المفتاح وأدخله في قفل الباب ودخل واغلق الباب خلفه واسترق السمع ثم توجه إليهم وقال بإبتسامة: مساء الخير يا شباب
هلل الشباب بمرح وهتف فادي بفرحة: مساء النور يا كينج... اخيراً نورتنا
ابتسم فارس بمحبه وقال: دا نورك يا فادي باشا... اخبارك ايه واحشني
صافحه فادي وقال: انا زي الفل.. انت اللي واحشني والله يا فارس
ابتسم فارس وصافح مراد وقال: عاجبني اللي انت عملته النهارده يا مراد
ضحك مراد بقوة وأردف: تربيتك يا ابو الفوارس
قهقه فارس وجلس بجانب سيف المتجهم بشده ربت على كتفه بمحبه وهتف: اي ياض مالك
زفر سيف بحنق وأردف: مفيش حاجه
نظر له فارس بشك وسأل : متأكد
هز سيف رأسه ولم يعقب.... وجه فارس حديثه لفادي وقال: ها يا فادي اخبار الشغل اي
ابتسم فادي وقال: كله تمام يا فارس متقلقش... آخر صفقتين كانوا ناجحين جدا والحمدلله وكمان مراد متابع كل حاجه... ومعايا لحظه بلحظه
أومأ فارس بتفهم ليسأله مراد قائلا: هتظهر امتى بقا يا فارس.... الشركة اسمها بقا مسمع... وعاوزين نلعب ع المكشوف
ابتسم فارس بغموض وقال: قريب يا مراد.... قريب جدا إن شاء الله 
سكت الجميع وانشغل كل واحد منهم بأفكاره حتى قطع الصمت سيف وهو يقوم من مكانه قائلا: انا ماشي
نظر له فارس بتساؤل وهتف: هتمشي ليه يا بني لسه بدري
تنفس سيف بعمق كي يتكم الغضب بداخله حتى لا ينفجر امامهم: زهقان ومش طايق نفسي
وقف فارس بجانبه ووضع يده ع كتفه وهمس: طب تعالي معايا واحكيلي مالك
أبعد يد فارس عن كتفه بعنف وهتف : مش عاوز احكي حاجه وسبني في حالي
تفاجأ فارس بمعاملته العنيفه معه وهتف : انت اتجننت يا سيف ولا ايه
صرخ سيف بعنف: اه اتجننت يا فارس ومبقاش عندي ذرة عقل واحده... وابعد عني احسنلك
كاد فارس ان يرد عليه بعنف مماثل ولكن وقف مراد امامهم وقال: ما تهدى يا سيف... محصلش حاجه لدا كله
نظر لهم سيف بغضب وخرج سريعاً من المنزل بأكمله
نظر الثلاث لبعضهم بتساؤل لا يفهم احدهم شئ مما حدث... ليقول فارس بدهشه: ماله دا اول مره اشوفه كدا
حرك مراد كتفه دليل على عدم المعرفه وقال: يمكن في حاجه مزعلاه ومش عاوز يقولها لحد
جلس فارس بقلة حيلة غير قادر على منع القلق الذي تسرب الى نفسه من معامله سيف له وهو ان لفريدة يد في حالة سيف الغير طبيعية بالمره ولكن ماذا 
حدث حتى يكون بهذه الحاله
قطع حديثه مع نفسه صوت فادي قائلا: ركزوا معايا
بقا عشان في فكرة في دماغي عاوز اناقشك فيها
يا فارس
هز فارس رأسه وجلس ثلاثتهم يتناقشون حول أعمال الشركة الخاصة بهم
...........................

بعد عدة أيام
وقفت فريدة في شرفة غرفتها تزفر بعنف فمنذ عدة ايام وهي تحاول الاتصال بسيف ولكن لا يجيب على اتصالاتها المتكرره حتي يأست وقررت ان تذهب الي المشفى بنفسها كي تراه وتعرف منه على ماذا ينوي بالنسبة لهم
بعد مرور ساعة
دخلت فريدة الي المشفى وتوجهت الي مكتب سيف وطرقت الباب ووقفت حتى سمعت إذنه بالدخول
دخلت فريدة ووقفت تنظر اليه صامته حتى رفع رأسه إليها ينظر لها بصمت نظرة تعني الكثير دون كلام
ابتسمت فريدة وقالت: لقيتك مش معبرني... قولت اجي بنفسي اطمن عليك
ظل سيف علي صمته فأردفت فريدة: هتفضل ساكت كدا كتير
تمتم سيف بلامباله: هتكلم اقول اي
بلعت فريدة غصه في حلقها وهمست بألم : سيف انت.. انت خلاص مبقتش عاوزني
نظر لها سيف بحزن وقال بوجع : انا مش عاوز حاجه في الدنيا غيرك.... بس خلاص يا فريده انا قولتلك احنا وصلنا لنقطة النهاية.. وقولتلك لا انا.. لا باباكي
امتلئت عين فريده بالدموع وقالت: بس انا مش عاوزه كدا... انا عاوزه اتجوزك وبابا.. وفارس وأسر معايا وحواليا... مش عاوزة اعمل حاجه من غيرهم
نظر لها سيف بحزن وهتف: ودا للاسف مش هيحصل
انا عندي استعداد اتجوزك حالا وفارس هيكون معانا
.... اما أسر وعمران بيه مستحيل هيكونوا موجودين
فأختاري يا فريده وشوفي انتي عاوزه ايه
انفجرت فريدة في البكاء فما هي فيه يصعب عليها فعله.... لو اختارت سيف فبذلك ستعادي عائلتها وستتفكك العائله وسيتأذى والدها بشده وستعيد ما فعلته عمتها والدة سيف من قبل وسيتبرأ منها عمران إلي الأبد وستخسر اخيها أسر أيضا فهو لن يسامحها
وستظل الفرقة بينه وبين فارس ولن يعودوا أبدا كما كانوا عائله واحدة فيكفي ما حدث لهم بعد حادثة أسر وفارس.... وإن اختارت عائلتها فبذلك ستخسر سيف الى الأبد ستخسر حب عمرها وستعيش تعيسة وممزقه في بُعدها عنه
افترب سيف منها ومسح دموعها برقة وقال: خليكي معايا يا فريده واسمعي كلامي... وصدقيني هعملك كل اللي انتي عاوزاه وهعيشك نفس العيشة وفي نفس المستوى اللي انتي متعودة عليه وهعيش طول العمر عشان اسعدك يا حبيبتي
هزت فريده رأسها وهمست بوجع: مش هقدر يا سيف مش هقدر
نظر لها بألم وابتعد عنها وهو يتنفس بعمق وقال بعنف: يبقا انتي اللي اختارتي
همست فريده بصوت متحشرج من البكاء: سيف
رد سيف بصوت حاد خالي من المشاعر: انتهى يا فريدة... كل اللي بينا انتهى
بكت فريدة بحرقة وهى تنظر لسيف بضياع غير علي تصديق ما يحدث امامها فكل شئ ينهار وهي غير قادره على فعل شئ... كاد سيف ان يرق قلبه لها ويطيح بكل قرارته خلف ظهره..... ولكن نظرت له فريده نظره أخيرة وخرجت تركض من غرفه المكتب ودموعها تغرق وجهها ولا ترى امامها حتى أصدمت بشخص ما ولكن لم تتوقف عن الركض... نظرت هنا التي اصتدمت بفريده التي تركض بعنف وهى لا تفهم شئ... واكملت طريقها الي مكتب سيف الذي كان يجلس بحزن ويضع رأسه بين كفيه بقلة حيلة
نظرت له هنا بحزن وقالت: دكتور سيف انت كويس
رفع سيف رأسه ونظر لها وفي رأسه تتبلور فكرة ما فلربما كانت هي الخلاص مما هو فيه
..........................

رواية أحببتُ مشوهًا بقلمي أمنية أشرفWhere stories live. Discover now