الفصل الثامن عشر

8.5K 237 17
                                    

في المساء
دخل الي شقتة الخاصة وسار في الظلام
ولكنه تفاجأ بمن اشعل الضوء فجاءه فنظر أمامه بصدمة سرعان ما تحولت لإبتسامة خبيثة ثم هتف قائلا: والله زمان يا شباب
كان فارس يجلس على احدى المقاعد بهيبة ووقار خاص به وينظر أمامه بإبتسامة رزينة... أما آسر كان يقف مكتوف الأيدي بجوار مفاتيح الكهرباء
نظر فارس الي معاذ بصمت وهو يسترجع الماضي الأسود بينهما فمعاذ كان ومازال يكن العداء الشديد لفارس رغم ان البداية كانت بينهما كانت صداقة قوية ولكن مع مرور الأيام والسنين ازداد الحقد والسواد بقلب معاذ حتى بدأ في أذية فارس وكل من يحبه فكان من نصيب آسر الكثير من الآذى
تكلم فارس بعد لحظات كثيرة من الصمت فكر خلالها معاذ في الكثير من الاحتمالات فنطق فارس بسؤال واحد هو كل ما يهمه الآن: رجعت تاني ليه
تحرك معاذ ثم جلس على المقعد المقابل لفارس بإسترخاء وقال ببرود: عندي كام مصلحة ونزلت عشان اخلصهم
هز فارس رأسه بتأني وقال: وهتسافر امتى تاني
مط معاذ شفتيه ورد: لسه محددتش بس الإجازة دي شكلها هطول ومش بعيد أستقر هنا
رفع فارس أحدى حاجبية بدهشة وسأل: اي السبب
ابتسم معاذ إبتسامة ذات معنى ونفخ بإستمتاع وقال: عندي بدل السبب أسباب.... اولهم وأهمهم
صمت لثواني ورسم بيده منحنيات أنثوية مهلكة وأردف: تالين بنت عمي
شبت النار في جسد فارس وغلت الدماء في رأسه
حتى همزت له شياطينه ان يقوم و يقتله في الحال ولكنه سيطر على اعصابة وهتف بحده: تالين دي تنساها تماما.... ما تمرش حتى على تفكيرك
ضحك معاذ بإستهزاء وسأل ببرود: واي اللي هيخليني اعمل كدا
جز فارس على أسنانه بغيظ وضرب على يد المقعد بقوة وهدر بشراسة: عشان لو نطقت اسمها تاني على لسانك هكون قاتلك يا معاذ
هز معاذ رأسه بلا كلام ثم أدار وجهه ونظر الي آسر الصامت وقال بسخرية: مسمعتش صوتك يعني يا آسر باشا ... ولا صحيح انت مش شاطر غير انك تصرخ وتقول.... فارس الحقني يا فارس
ثم ضحك ضحكة قميئة....جعلت النار تجري في عروق آسر الذي ترك مكانه سريعا وقبل ان يعي معاذ شئ كان آسر يطبق بكفية على رقبته ويخنقة بشدة
هدر آسر بقوة وهو يزيد من حدة يده حول عنق معاذ : هقتلك يا معاذ هقتلك.... عشان اعرفك آسر اللي كان بيصرخ ويقول الحقني يا فارس... دلوقتي بقا يقدر يعمل ايه
اختنق معاذ بشدة وانفاسه تنسحب ببطئ وقد بدأ وجهه يتحول للون الأرزق... فقام فارس من مكانه ووقف بجانب آسر وشده من ذراعة كي يبتعد عن معاذ ولكن آسر لم يكن يعي شئ وقد نفرت عروقة وانفصل عن الكون من حوله... خبطه فارس على كتفه بقوة وصرخ: سيبه يا آسر
لم يسمعه آسر فضربه فارس بحدة وأردف: سيبه بقولك... ابعد ايدك
وعي آسر لنفسه وارتخت يده من حول عنق معاذ فأبعده فارس سريعا.. سقط معاذ على الأرض وهو يسعل بحده وانفاسه تعود إليه مرة أخرى وقد كان على شفا الموت
وقف آسر ينظر ليده بذهول فقد كان وشك ان يصبح قاتلاً فنظر لأخيه بصدمه ثم خرج من الشقة وهو يركض بسرعه هارباً من نفسه ومن الاشباح التي تطارده
قبض فارس علي يده بحده ثم زفر بقوة وهو ينظر الي معاذ بغضب ثم القي عليه نظرة آخيرة وخرج سريعا كي يلحق بأخيه
ركض آسر على الدرج بسرعة وفارس يركض خلفه وهو ينادي عليه بخوف: آسر... استنى يا آسر
وصل آسر الي مدخل البناية فوقف ينتظر أخيه حتى وصل فارس إليه وعنفه بحده قائلا وهو يلكزه في كتفه: انت اتجننت كنت هتموته... انت عاوز تبقا مجرم
أبعد آسر يد فارس بقوة وصرخ بوجع: كنت عاوزني اعمل اي وهو بيعايرني بسبب خوفي وضعفي... خوفي اللي كان شاهد عليه لما خلي البلطجية يخطفوني ويضربوني... وانا كنت بصرخ عشان تلحقني...كنت خايف يا فارس... كنت خايف وبنادي عليك عشان اطمن.. واطمن نفسي انك هتيجي وتلحقني
اختنق صوته بالبكاء فأنسابت الدموع على وجه فارس.. وكلا منهما ينظر للآخر بنفس النظره ونفس لون العينين... الصورة وانعكاسها ولكن يقف بينهما حاجز غير مرئى.... حاجز رفعته السنون ودعمه العدو حتى أصبح يحجبهم عن بعضهم البعض
ظلت العيون في تواصل ابعد من الكلمات واسترجع كلاهما في نفس اللحظة ما حدث قبل ثماني سنوات

رواية أحببتُ مشوهًا بقلمي أمنية أشرفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن