الفصل السادس عشر

8.1K 200 15
                                    

طرقت تالين على باب غرفة سما طرقتين متتاليتين ثم فتحت الباب وادخلت رأسها وهتفت : سما... هنا جت وعاوزه تدخل تشوفك
تجهمت ملامح الفتيات وعم الصمت على الغرفة ونظرت سما لفريدة بحزن فشغلت فريده نفسها بأن نظرت الي أدوات التجميل أمامها كي لا يظهر على وجهها اي شئ...هزت سما رأسها بيأس ثم قالت: تمام يا تالين دخليها
اومأت تالين ودخلت وأفسحت الطريق لهنا كي تدخل خلفها... دخلت هنا بإبتسامة مشرقة وصافحت الجميع بمودة حتى وصلت الى سما فضمتها بمحبة وقالت: ما شاء الله زي القمر يا سما... ربنا يسعدك يا حبيبتي ويفرح قلبك
ابتسمت سما وربتت على ظهرها وقالت: حبيبتي يا هنا تسلمي يارب
ابتعدت هنا وهتفت ببؤس وهي تنظر الي فستان سما وملامحها المزينة بحرفية: كان نفسي اكون معاكي من اول اليوم... بس للأسف كان عندي حالات كتير جدا في المستشفى ومكنش ينفع اسيبهم
ابتسمت سما بتفهم وقالت بمودة: ولا يهمك يا حبيبتي... البنات كانوا معايا وقاموا بالواجب وزيادة... ربنا يخليهم ليا
نظرت لهم هنا بإبتسامة وقالت: ربنا يخليكوا لبعض.. واتمنى تشرفوني كلكم في فرحي وتقفوا معايا كدا بردو... واعتبروني زي اختكم
أومأن الفتيات بإبتسامة لبقة دون رد.. ونظرن الي فريدة بطرف اعينهن فبلعت فريده الغصة في حلقها بصعوبة وهي تتخيلها عروس تزف الي سيف
ولم تتحمل تخيلاتها فأسرعت الي الخارج قائلة: انا هطلع اشوف فارس.. عشان كنت عاوزه منه حاجه
خرجت واغلقت الباب خلفها ووقفت تتنفس بعمق كى تهدأ وتكتم غصة البكاء التي كادت ان تخنقها
ولكن غفلتها دموعها وطرفت تنزل من عيونها تشاركها حزنها... غضبت فريدة من نفسها ومسحت وجهها بعنف وهي تتمتم: ميستاهلش يا فريدة.. ميستاهلش
هزت رأسها بقوة وشجعت نفسها وانزلت القناع الجليدي وخرجت تبحث عن اخيها 
كان فارس واقف يشعر بالقلق والتوتر من اجل اخته حتى رأها تأتي من آخر الممر ففتح لها ذراعيه بصمت فأسرعت فريدة وألقت نفسها بين أحضانه ضمها فارس بشدة وهمس: انتي كويسة يا حبيبتي
سندت فريدة وجهها على صدره وأومأت برأسها إيجابا فرسم فارس ابتسامة حزينة على شفتية وقال: ايوا كدا... مفيش اي حاجه تستاهل انك تزعلي عشانها
هزت فريدة رأسها بصمت غير قادرة على قول شئ
فشدد من فارس من ضمه لها وهو يبثها دعمه وحبه لها
اقتربت تالين منهم ووضعت يدها على وجهها وقالت بدارما مبالغ فيها: اه... فارس وفريده لااااا انا مش مصدقة عنيا
كتم فارس ضحكته وابعد فريدة عنه بخوف مصطنع قائلا: تالين صدقيني هي اللي غرغرت بيا
نظرت له تالين بحزن مصطنع وغمغمت: مصدقاك يا حبيبي... وعارفه هي قعدت تبصلك بعيونها الزرقا دي فأنت مقدرتش تقولها لاء
هز فارس رأسه بتأكيد: ايوا عيونها الزرقا هي السبب
كانت فريدة تتابعهم بدهشة ثم انفجرت في الضحك وهي ترى تمثيلهم المتقن والمضحك في نفس الوقت
ابتسم فارس بسعادة ونظر لتالين بمحبة وهو يشكرها بعينيه ان حاولت أخراج فريدة مما هي فيه

بعد بعض الوقت
حضر فادي ووالدته وبعض من اقرابة واصدقائة
ورحب بهم سيف وفارس... ثم وقف فادي ينتظر عروسة حتى تخرج إليه
كانت سما تشعر بالخجل والتوتر الشديد وهي تخرج الي فادي الذي ينتظرها وهو يحمل باقة من الورد كي يعطيها لها اقتربت سما بخجل ووقف فادي يتأمل جمالها ورقتها الشديدة وملابسها المحتشمة
وحجابها الذي يزيدها جمالا على جمالها
مد لها باقة الورد فأخذتها بيد مرتعشة وهي تشكره
فأبتسم فادي بسعادة واتجه معاها الي المكان المخصص لهم جلست سما وجلس فادي بجانبها
وقال هامساً بصوت منخفض: مبروك يا ام فهد
كست الحمره وجه سما وهي تتذكر اول لقاء لهما حينما اخبرها انه ينوي ان يطلق علي ابنه اسم فهد كي يكمل مسيرة حرف الفاء في العائلة.. فهزت رأسها بلا معني غير قادرة على قول شئ من شدة خجلها

رواية أحببتُ مشوهًا بقلمي أمنية أشرفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن