الفصل الأخير 1

6.8K 189 46
                                    

انطفأت الأضواء وعم الصمت على القاعة بأكملها ثم تم تسليط الأضواء على أعلى السلم الذي يتوسط قاعة الزفاف حيث كانت تقف تالين تتأبط ذراع والدها وهى تشع جمال ورقة وفتنة تُسلب القلوب
وانطلقت مكبرات الصوت تخرج منها الأنغام
وتالين تتهادي علي الدرج برافقة والدها

طِليِّ بالابيض طليِّ
يا زهره نيسان
طِليِّ يا حلوي وهليِّ
بهالوج الريَّان

كتم فارس أنفاسة وعيونه تراقبها وهي تخطو على الدرج أمامه وكأنها تخطو فوق قلبه كانت كأجمل شئ في الوجود وكأجمل شئ حصل عليه بعد أعوام من الحزن والحرمان الآن يشعر انه أسعد رجل في العالم فهذه الفاتنة رائعة الجمال تحبه هو وفقط واصبحت مِلكة من الآن والى الأبد
عند آخر درجة وقفت تالين وسارع فارس بمصافحة محمود وهو يعانقة بقوة ومحبة ثم نظر الي حبيبتة التي اتسعت ابتسامتها وكأنها قمر يشع بهاء وجمال
أمسك بيديها الأثنتين وقبلهما برقة ثم قبل رأسها وهو يهمس بفرحة: مبروك يا عيون فارس... يا أجمل عروسة شافتها عيوني
ضحكت تالين وقالت بمشاغبة: مبروك عليا انت يا ابوالفوارس
ضحك فارس وهو يعطيها ذراعة كي تتأبطه ثم اتجها كي يفتتحا الحفل بأول رقصة تخصهم

راقبتهم فريدة بعيون تشع فرحة وهي تستند على صدر سيف وقالت بمحبة: شكلهم يجنن مع بعض... انا فرحانة اوي اووي يا سيف
كان سيف يتطلع الي وجهها من هذا القرب وجمالها يؤسر روحة وقلبه فلم يستطيع الفكاك منها مهما حدث منذ كانت صغيرة ووقعت عينيه عليها أحبها وكان يعلم انه حب مستحيل حتى بادلته هي مشاعره بأقوى منها ثم حارب والدها كثيرا كي يحصل عليها ثم بعد كثير من المعاناة اصحبت له ولن يتركها أبداً
ابتسم سيف وهمس: انا اللي فرحان اوي... خلاص كلها اسبوع ونتجوز
رفعت فريدة عيونها بحده وقالت: هو دا كل اللي همك... انا بتكلم عن اخويا دلوقتي وفرحتي بيه
هز سيف كتفيه بلامباله وهتف: وايه المشكلة انا فرحان عشان فارس وعشان نفسي كمان
صرخت فريدة بغيظ: سيف
رد سيف بإبتسامة جميلة : نعم
ضحكت فريدة بيأس وهمست : رخم
هتف سيف بإبتسامة مشاغبة : بس بحبك
ضحكت فريدة بخجل وهي تبعد عيونها عن عيونه الماكرة وظلت تراقب فارس وتالين و هي تتمتع بمحبته وحنانه

على مقربة منهما همس فادي بجوار أذن سما قائلا: انا جعان
انطلق الشرر من عين سما وهي تنظر له بحده وصرخت: هو دا وقته
قال فادي بتساؤل غبي: هو الجوع ليه وقت
دبدبت سما في الأرض وهي تكاد تنفجر من الغيظ وهتفت : فادي... ابعدي عني وركز مع فارس... شوفوا كدا يمكن تتعلم منه
نظر فادي الى فارس الذي يراقص تالين بعشق وكأنه لا يرى في الكون كله سواها وقال بعدم فهم: اتعلم منه ايه.....حبيبتي دا نسخة أجنبية عيون زرقاء وكلام ملناش دعوة بيه... اما انا... وأشار الي نفسه بفخر وأردف: النسخة المصرية الأصيلة
وضعت سما وجهها بين كفيها وقالت بولوله: يعني حظي من بين كل بنات الرواية... اقع في النسخة المصرية... ليه ياربي... ليه تعملوا فيا كدا... حرام
ربت فادي على كتفها بحنان وقال بتعاطف: خلاص متزعليش.... حظك كدا هنعمل ايه
نظرت له سما بحدة وابعدت يده بقوة ثم اتجهت الي حيث تجلس والدتها وهي ترغى وتزبد بكلام غير مفهوم

رواية أحببتُ مشوهًا بقلمي أمنية أشرفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن