-2-

637 57 23
                                    

هَاي

___

" يُمكنك رؤيتي ؟"

همس يجعل كُل خلايا الفتى ترتجف ، يشعر بشراينهُ تهتز وَ اوردتهُ تنبُض بخوفً عوضا عن قلبهُ الصامت فجأة فَـ بات لا يشعُر بهُ ، نظر حوله وجد نفسهُ يعود مع تقرب الاخر نحوهُ ليقع فوق جُثة مُدير اعمالهُ ، تتغطى يديهُ بشيئاً لزجً وَ دافئ جعلهُ يرفع يداه بعيون تهتز بدموعها ، لا يستطيع رؤية شيئ بهذا الظلام الدامِس سوى عينان الكائن الذي امامهُ وَ الشرايين النارية التي تتفرع بوجههُ وَ رقبتهُ

هربت شهقة من فمهُ لم يعي كيف خرجت ، هو يشعر ان ما يحدُث كابوساً لا يستطيع تحريك انش بجسدهُ فيهُ ، كابوساً يحبسهُ فيهُ دماغهُ وَ لا يملُك ما يجعلهُ يصحى لواقعهُ

لمَ يحتمل تلك الأحداث وَ لم ينظُر نحو الكائن الذي يخترقهُ بنظراتهُ ، بات يتجاهلهُ فهو يشعر بكونهُ وسط حلمهُ وَ يودَ فعل اي شيئ ليستيقُظ

وقف على اقدامهُ الخاوية وَ التي كادت تنكسر ما أن وقف عليها لشدة ضُعفها بهذه اللحضات ، كان يستطيع الشعور بعيون الاخر تتبعهُ الى ان وصل لباب القطار الذي فُتح تلقائياً وَ كان خائف من القفز بسُرعة القطار المجنونة ، هو لن ينجو ..

"اللعنة .." هسهسه الكائن خلفهُ بصوتهُ العميق المليئ بالخشونةُ جعلهُ يلتفت وليته لم يفعل فكان يقترب منهُ مما جعلهُ يرمي نفسه من القطار ..

وجد نفسهُ يتدحرج الاسفل بينما عضامهُ تتحطم
وَ يستطيع سماع صوت سحق عضامهُ بداخل جسدهُ ، حَط جسده على الأرض اخيراً وَ حالما رفع عينهُ ينوي رؤية ما حل بالقطار ، او من يلحقهُ ..

وجد القطار يخترق النفق المحفور في الجبل ، وَ حول الجبل كان هُناك دائرة من اللهب ، وَ كأنها بوابة لعالم اخر ، ابتلعت القطار وَ ما فيهُ

عيناه كانت تنظُر بخوف وَ رهبة لا يستطيع وصفُها
يرتجف بهستريهُ لكنهُ ليس الوقت ليتعامل مع خوفه
حمل جسدهُ على أقدامهُ وَ راح يركُض بدون توقف ..

ركضت بأقدامي المُرتجفة وَ قلبي الذي لا أشعر فيهُ ينبُض ، كُنت أجري بخطواتي السريعة وَ لا اعلم كيف أتتني تَلك السُرعة العظيمة ، الهواء يضرُب بشرتي المُبللة بفضل أملاح عيني ، كُنت اشهق وَ اصرخ بصوتاً مكتومً وَ انا لم اتوقف لوهلة ، وَ حينما توقفت ..

عُدت بنظري خلفي
كان الوضع هادئ وَ كانهُ لم تحدُث مُعجزة لمَ يشهد احدهُم مثلُها .. وَ لسوء حظي .. كُنت الوحيد الذي شهدها وَ الناجي الوحيد مِن عظمة هذه المُعجزة ..

في ذالك القطار كان الاخر سوف يلحق الفتى الذي قفز بجنون من القطار ، لكن ظهور اصدقائهُ الشياطين اوقفهُ جاعلاً اياه يثور غضباً بهُم
" الوقت مُبكر جداً على ان تأتوا ايها الشياطين الملعونة" وَ كأنه يقول ماهو مُدهش لكنهُ حمل كُتلة مِن النار براحة كفهُ ليرميها نحوهُم وَ الأخرين صدوها مُبتعدياً " سيطروا على الوضع ريثما اعود"

𝟑:𝟑𝟑 ||ᵛᵏᵒᵒᵏحيث تعيش القصص. اكتشف الآن