-24-

358 31 13
                                    

انيو ✨.
___

يلفحُ الهواء الباردَ بشرتهُ فَـ تختلطَ السخِونة المُنبعثة من خلايا جسدهُ مع الريح البارد وَ العالِي ، يزفُر انفاسهُ بعد النفسَ العميق الذِي أخذهُ ليصنعَ غيمة مِن الدُخانَ فوق رأسهُ مُتكزً بظهرهُ ضد الحائط وَ يدهُ يدفُنها بجيب بنطالهُ أما الاخرى تحتضُن سجارتهُ كما لو أنه يتمسكَ بالحِياة

مازال يجدها لذيذة رُغم انها من صُنع البشر ، وَ هذا ما يُذكرهُ بفتاهُ البشرِي طوال الوقت ، عقلهُ لا يهدأ يشعر بروحهُ سَـ تنفجر بأي لحظة قادِمة فَـ تحمل ما فوق طاقتهُ فعلاً وَ هو يعلم أن لا حدود لصبرهُ مُنذ هذهِ اللحظة ، لا شيئ فيهُ يقتنع بسكوتهُ ولا في ما يحدُث من أشياء تجعلهُ يدخُل بموجاتَ غضبهُ ثُم يكتُمها

ها هو شهرً يمُر ، بأحدثً لا تختلف عن سابقتُها ، تملئهُ الغيرة وَ الانانية ، التملُك وَ العُنف باتَ كُل ما يحملهُ بدواخِلهُ المُنهكة لأجل فتاهُ ، البشَر حولهُ وَ هذا العمل الذي يود حرقهُ باليوم وَ الثانية الف مرة وَ لا يرتاحَ أو يهدأ ، يشعر بكونهُ يرغب بقلب الكُرة الأرضية رأسً على عقب وَ أخذَ فتاهُ يحتجزهُ بغرفتهُ بالدُرك الاسِفلَ بين الجُدرانَ الأربعة حيث لن يُفكر بشيئ سواهُ وَ لا أحد غيرهُ

يبدو فتاهُ مُرتاحً معهُ بالاونة الاخيرةً ، وَ أكثر انفتاحً وَ هو يرى ماذا يجري بقلبَ البشرِي وهذا ما يجعلهُ صبوراً بلـ هادئً

ينبُض قلب غسقَ مِنْ أجِلي ، بلـ يفرحَ لوجودي وَ يحزنَ لعدمهُ ، يتشبثَ بي طوال الوقت وَ كأنني الواحد الوحيد الذي يملكهُ ، ارى الحُب يتفرع من شرايين قلبهُ ليضخُ في أوردتهُ وَ بذُكر غَسقِي ها هو
تتخلخل رائحتهُ ثقوب انفي وَ تطرُق أفكارهُ بعقلي
"كُنت أبحثَ عنكَ !!"

صوتهُ المُتذمر المليئ بالانزعاجَ ، نبسَ يفتح الباب الذي بجانبي ، حيث سطحَ هذه الشركةً التي أتخذهُ هروباً طوال تلك الفترة فَـ لا أقدر على مواجهة مشاعرِي الكثيرة علي "هَل أشتقت لي ؟" نبستَ القي نظرة عليهُ حيث يتكتفَ ويحتضنَ جسدهُ مُتدفياً بنفسهُ من هواء الشتاء القارصَ

"ماذا إنَ كُنتَ ؟" سألِني ، وَ ليتهُ يعلمَ ما يفعل بي تلاعبهُ بتلك الكلماتَ ، بلـ بمشاعري وَ ماذا يحدُث لي بسبب لسانهُ الحلُو الا مثيلَ لهُ لا في السمواتَ ولا في الأرض ، اسحَب نفس من السيجارة هاربًا من عُمقَ شعوري بها لانفُثهُ مكونً ضبابً ابيضً بجانِبي وَ انا لا ابعد نظري عنهُ فَـ أرى توترهُ بلـ اشعر بهُ وَ بنبضهُ الذي يحِيني " هَل أنتَ مُدمن سجائر ؟" عُدت اسحب نفسً آخر وَ عيوني ببطنُ عيناهُ لا تأبى الانفِصالَ

"لا يُمكن لأحد أن يدمُن على شيئين بذات الوقت" قُلتَ ارمي تلك السجارة على الأرض وَ ابتعد عن الحائط لأدهسُها بقدمِي مُقترباً منهُ بعيونً مُتشابِكة أُضيفَ "وَ أنا أمُلك أدَمانِي" شعرت برجفتهُ كأنها رجفتي وَ رأيت الحُب يَولد ببُنيتاهُ الملائكِية وَ يبدو وصفي لهُ بالبشرِي ظالماً لدرجة ما ، حسستُ بالبرودة التي في أطرافهُ فَـ رُحت اخلع سترتِي السوداء وَ ابقى بالبلوزة التي تغطي عُنقي "ماهو إدمانكَ اذن؟"

𝟑:𝟑𝟑 ||ᵛᵏᵒᵒᵏWhere stories live. Discover now