-20-

374 34 6
                                    

اهلاً ~.
___

فَتحتُ عِيناي ناظِراً نحو السقفَ بأمَل كبير لكِي يتغير هذا الشعور الذي اشعُر بهُ كُل صباح جديد ، لكِني اغمضتَ عيونَي زافِراً انِفاسِي حينمَا راوِدنَي ذات الشعور المُستمر فـ وقفت من على السرير ، اقترب من نافِذة الغُرفة وَ تسلسلت اشعة الشمَسُ فوق خُصيلاتي البُنية وَ بشرتَي الذهبَية

كان أجمل ما في هذه الأيام المُوحشة ، هو اشعة الشمَس وَ ضوء القمرَ ، كُنت مشُتاقً ، شيئاً بروحي ينوي الطيرانَ وَ ان يُلامَس تلك الأشعة او الضوء الذي ينبعَث من كلا الكوكبين ، يبدو وَ كأُنني عُشت بمكاناً مُضلمً لمُدة لا تُحسبَ لطولهَا ، كـ مِن يرى نور الشمَس وَ القمَر مرة واحدة في حياتهُ

هَذا الشعور الغريِب يأكُلني حِياً مُنذ شهرين مضَت
وَ انا كُل يوم استيقظَ يكون هذا الشعور متواجِد ، كأنني ضائعَ في عالماً لا انتمَي لهُ ، كمَا أنني مُحتاجً لشعوراً ما فقدتهُ ، رُبما الغضبَ او الخوف ، الحُب وَ التوتر ، لا أعلم أيَ شعور سُرق مِني وَ لمَ إنتبهُ ، أبدو
خائفاً مِن ظلِي طوال الوقت

أشعُر أننِي أُقاومَ اشياءً غير مرئية لا استطيع تذكُرها وَ لا حتى تصورها ، أشياءً تأتِي مِنَ العدمَ لتبعُث فِي روحي شعوراً غامضاً ، ومأسى كثِيفة لا أعلم كيف بدأت ولا مَتى انتهت او ستنتهي ، انتظُر تلكَ اللحظة التي سأستيقظ بها وَ يكون كُل شيئ في مطرحهُ
فـ لا شيئ كما اتذكرهُ حتى انا 

اتسائل لفترات طويلة من اليل المُتأخر ، اين انا ؟ وَ كيف يِعقَل ان اكون هُنا ؟ لا استطيع ان أُصدق أنني هُنا وَ لما لا أُصدق ؟ لا أقدرَ على تخيل أياماً طبيعية مليئة بمُغامراتي كمَا كُنت مُجدداً فـ لا شيئ يبدو طبيعاً وَ قد سُلبت حياتي منَي برمشة عينَ

لم أعُد ذاكَ ألفتىٰ الفِضولي الذي يُثير فضولهُ أي شيئ حتى الأشياء التي لا تخُصهِ ، تغيرت لدرجة لا اعرُف بها نفسي ، انا لست تايهِيونغ القديمَ ولا حتى تايهِيونغ الذي كُنت عليهُ ، هذا شخصاً أخر ، كُل ما كُنت عائشًا عليهُ هو فضولي للاشياء حولي وَ يبدو أنني أكتشفتَ حقائق قُتلت فضولي بِرصاصة موِحشة قبل مُدة مِن الزمن لا استطيع معرفتها

طوالَ الوقت يحتوِيني شعُوراً بالقلق وَ كان الخوف يعترِينَي وَ يملئ صِدري رُعباً ، حتى تأتي الايام التي استيقظ بها أتراعَد خوفاً مِن حِلمَ لا يظهُر بمُخليتي ، حلماً مجهولاً ، يبدو وَ كأننَي عالقَ في الحادث الذي حصل قبل خمِسة أشهُر ، لا استطيع المضي قدماً او العيِش طبيعياً

أخذتَ خطاي خارجاً مِن غُرفتَي أسير بممراتَ منزلي الذي لا اود مُغادرتهُ ابداً لكنِني مُضطر وَ لقد أخذت أجازة كافية من عملي المِتراكِم ، ترجِلتَ من السلالمَ لتدخُل أنفَي رائحة الطعَام وَ تحديداً رائحة الشاي تبدو دافئةً ، فـ رُحت نحو المِطبخَ عابًراً الصالة
ناظِراً لظهرَ مَاثِيو وَ أمقت ذاتِي

𝟑:𝟑𝟑 ||ᵛᵏᵒᵒᵏحيث تعيش القصص. اكتشف الآن