-19-

387 38 9
                                    

___

يفتحُ عيناهُ ثُمَ يغلُقها مِراراً وَ تكراراً مُتسطحَ على ذاك السرير مصوباً نظرهُ للسقفَ ، الهدوء حولهُ لا يشابهُ فوضى عقلهُ ، باتَ لا يستطيع التحمُل كُل يوم وَ كُل دقيقة يحدُث شيئاً يُصيب عقلهُ بالجِمُود ، لازال يظُن نفسهُ وسط كابوساً لا يستطيع الاستيقاظ منهُ بسهولة ، هو مُتأكد ان ما يحدُث ليس واقعاً ، ما يمُر بحياتهُ من أشياء خارقة للطبيعية ما هي سوى نسيجَ مِن عقلهُ

تُعاد ذكراهُ مُنذ اول يوم ركبَ فيهُ القُطار ، القُطار الذي خسر فيهُ أصدقائهُ وَ خسر نفسهُ ، هو حتى لا يقدر على البُكاء بعد الان ، بحور عيناهُ جَفت وَ مشاعرهُ اصبحتَ أبرد اتجاهُ كُل ما يحدُث لا يهتمَ ان قُتلَ اليلة ام غداً لا يهتم ان عاد للأرض او بقى هُنا

هو يعلم ان عاد للارض بهذا الجنون الذي عاشهُ هُنا
سيؤثر عليهُ جداً بحياتهُ الطبيعية ، لن يستطيع العيش مُجدداً بهذه المشاعر التي تتلاشى بداخِلهُ يوماً بعد يوم

ما حدث اليلة الماضية مع أسَموديُونس بتلك الحُفرة يشغُل تفكيرهُ ، وَ الأسئلة تُلازم عقلهُ

لما ساعدتهُ ؟
بلـ لما كانت تختطفهُ ؟
وَ لما أذت جونغكُوك بذاك الشكل ؟

لا يستطيع نسيان ألالم الذي كان يملئ مقلتا جونغكُوك وَ لا حتى أنينهُ المكتومَ وَ هو يحملهُ عائدً للقصر ، فكرة انهُ تأذى لرؤية الأخر هٰكذا تُصيبهُ بالجنونَ ، يجب عليهُ ان يكُن سعيداً بألم الأكبر الذي كان يتلذذ بخوفهُ طوال الوقت ، لكنهُ لن يُمانع مشاعرهُ هذه فيبدو بها بشرياً ، هو يشفق عليهُ وحسب

يعلم ان جونغكُوك لا يستحق حتى الشفقة
لكنهُ لا يستطيع السيطرة على مشاعرهُ

هو اغمض عيناهُ زافراً أنفاسهُ ، يُحاول إيقاف عقلهُ لبرهة من زمن فـ يكاد يموت لكُثر تفكيرهُ المُستمر وَ المُتناقض فـ تارة يبدو كـ جليدً لا يهتمَ بشيئ و ما يحدُث بعد الآن وَ تارة أخرى يكون مُتلهف ليعرف اقل شيئا عن هذا العالم وَ ان يتلقى إجابات لأسئلتهُ
احياناً يشفق على جونغكُوك وَ في حين اخر يتمنى لو يقتلهُ

كُل ما فيهُ مُتناقض بطريقة تؤلمهُ

'ماذا تفعل ؟' صدحَ الصوت في رأسهُ فـ فتحَ عيونهُ عاقداً لحاجبيهُ قبل أن يلتقط أنفاسهُ بملل مُتجاهلاً الذي بدأ يتحدث بعقلهُ بدون توقف 'أنت مُستيقظ ؟'
يصمُت ثُم يعود ليتحدث 'اعلم انكَ مُستيقظ لا تتجاهلني !!' كان يتذمر وَ يتذمر بعقل الذي خبئ رأسهُ تحتُ الوسادة يصرخ اسفلُها بسبب الصُداع الذي داهم رأسهُ فجأة

عاد الهدوء قِبل ان يشعر بالسرير ينخفُض وَ يبعد الوسادة من رأسهُ ناظراً للذي يجلُس بجانبهُ عاري الصدر يرتدي بجامة حرير سوداء وَ يلُف ضمادً حول معدتهُ لأصباتهُ ، خُصلات شعرهُ مُبعثرة على جبينهُ مُغطية اياهُ وَ عيونهُ تُبحلقَ بهُ بلـ تخترق روحهُ بنيرانُها ، وَ تلك الشرايين التي تُزين جسدهُ باهِتة ألون لكنها واضحة "لمَا تُزعجني فقط اترُكني بمُفردي !!" بغضباً طفيف قال ليجلُس فوق السرير بأعتدال واضعاً الوسادة خلف ظهرهُ

𝟑:𝟑𝟑 ||ᵛᵏᵒᵒᵏWhere stories live. Discover now