Chapter 1

5.3K 143 18
                                    

يجلس في أحد أركان الغرفة يرتعد و بشدة فالخوف كلمة قليلة علي ما يشعر به هو مرتعب فهو يجلس في تلك الغرفة المظلمة ذات الأرضية الباردة مع مئات الأطفال الذين يعانون مثلهم فهم علي هذا الحال منذ ساعات لا يرون أي أحد سوي عندما يفتح الباب و يأتي هؤلاء الأشخاص المخيفون و يسحبون طفلاً تلو الآخر إلي غرفة آخري و تتعالي أصوات الصراخ و من ثم صمت تام فالهدوء كان ما يعم المكان فجميعهم خائفون لدرجة أن يبكون حتي فلقد تسلل إليهم ذلك الشعور الخبيث الذي يسرع نبضات قلبك فتدق كما الطبول و يوصل الشعور بالخدران في أوصالهم ويجعل أجسادهم ترتعش و يشل تفكيرك فيجعلك لا تجيد شيء سوي المشاهدة فقط و الخوف المطلق الخوف من أي شيء و كل شيء و بالأخص من هؤلاء الرجال الذين يسحبون الأطفال منهم فلقد نقص عددهم بطريقة ملحوظة للغاية وهو ما زال قابعاً في الركن ضامماً ركبتيها محاوطاً إياهم بيداه ففي عقله الصغير هو بتلك الطريقة يحمي نفسه فهو يريده أن يتوقف وبشدة فهو لا يطيق أي شيء كلما يريده أن يتوقف كل هذا يريد أن يعود أدراجه من حيث أتي كان يجب عليه أن يعلم كيف غفل عنه ذلك كيف آمن لهم كيف ظن أنه من الممكن أن يقوم شخص ما بأفعال خير من مطلق طيبة قلب كان يجب ألا يثق بهم هو يعلم أفضل من ذلك يعلم أنه لا يمكنك الوثوق بأحد بالأخص و أنت وحدك تماماً لا أهل لا منزل لا شيء تماماً وحدك فقط في الشوارع الباردة تنهب ذاك و تسرق ذاك تحيا علي فتات الطعام بالمعني الحرفي و لكنه وثق بهم ظن أن هذا المكان كان الأفضل له حقاً كيف لا و هناك يقدمون الطعام و المأوي و الملابس و كل ما نقصه يوماً بالتأكيد المكان الأفضل هو الذي يقدمون به الطعام لكن إن علم فقط أن هذا ما سيحدث لا بالتأكيد فضل البقاء في الشارع بجوار مكب النفايات علي أن يذهب معها إلي ذلك المكان تلك الشيطانة المخفاة خلف ستار الجمال واضعة وجه الطيبة خافية خلفه وجهها الشيطاني كم يلعن نفسه علي ما حدث له
___________________

يجلس علي مكتبه فارشاً أمامه ملف القضية و جميع ما توصل إليه فحسب ما وصل إليه تفكيره ستنفذ العملية الليلة و بالتأكيد يجب عليهم التدخل فنحن نتكلم عن حياة مائتا و خمسون طفلاً ممن تأويهم تلك اللعينة مدعاة بأنها أم الأطفال ولكنها ذابحة الأطفال فهي تلتقط أطفال الشوراع و تضعهم في ذلك الملجأ الذي تديره و لكن بلا أوراق بالتأكيد حتي تتمك فيما بعد من نقلهم جميعاً إلي الأطباء كي يتم الإنتهاء من هؤلاء الأطفال الأبرياء و أخذ أعضائهم و من ثم تظهر هي مجدداً كالملاك العطوف أمام الإعلام والدنيا أجمع زفر بضيق فلا يوجد وقت فإن أكمل علي هذا النحو لن يستط...
قطع حبل أفكاره طرق علي الباب من ثم دخول أحد الأشخاص قائلا الكلمات الذي كان ينتظرها بفارغ الصبر

"جائنا الأمر بالتدخل والقوات جهزت بالفعل"

بمجرد سماعه لهؤلاء الكلمات التي وقعت عليه وقع السحر فانتفض من مكانه ململماً أشيائه و من ثم انطلق في العربة هو والقوات يتوعد في سره لهؤلاء الوحوش فتلك المذبحة الجماعية للأطفال ستنتهي الليلة و علي يداه فقد قطع وعداً بتقديمهم للعدالة جميعاً فبالإضافة للأدلة سيكون القبض عليهم متلبسين هو الفيصل في تلك القضية التي ظل يعمل عليها ليلاً نهاراً لعدة أيام و لربما أشهر حتي
___________________

لقد فتح باب الجحيم ذاك و مجدداً اندفع الرجال للبحث عن الضحية الجديدة ظل يراقبهم بأعين زادت ارتعاباً عند رؤيتهم متجهين ناحيته هو! هو حقاً لا يعلم لما تفاجأ فهو يعلم جيداً أن الدور سيقع عليه قريبا ولكنه ظن أنه من الممكن أن يجد سبيلاً للهروب و لكن قد فات الآوان لذلك حيث احكموا قبضتهم عليه جيداً حتي لا يفر هارباً متجاهلين تماماً صرخاته التي لم تهدأ ولو لثانية صرخات تبكي الحجر وللحق ولكن هؤلاء فاقو الحجارة قسوة فلو كانوا جماداً أصم لأشفقوا علي هؤلاء المساكين اتسعت حدقتي عيناه وبشدة لمجرد دخول للغرفة حيث يقام بها تلك الجرائم الشنيعة فكانت مغطاة بالدماء و الأطباء يقفون ملطخة أيديهم بالدماء للعديد والعديد من الملائكة الأبرياء الذين انتهت رحلتهم التي لم تكن هينة إطلاقاً في تلك الحياة فهم الآن عند الله تعالي فهو العادل الرحمن الرحيم أمسكوه جيداً وثم ألقوه عالسرير وكبلوه بإحكام
___________________

بمجرد اقتحام القوات لذلك المستودع القديم حتي فاحت رائحة الدماء و الموت هرول الجميع للداخل فتلك الرائحة لا تبشر بخير فيبدو أنهم تأخروا و كثيرا كي تفوح الرائحة بتلك الدرجة اندفعت جميع القوات إلي الغرفة حيث يجمعون الأطفال هناك وبدأو في فك قيودهم واستسلم جميع الرجال فيبدوا أن ثقتهم بأنهم لن يكشفوا كانت عالية للغاية فهم ولحسن الحظ لم يجهزوا عدداً كبيراً من الرجال ومن ثم صدحت صرخات مدوية في المكان بأسره مما ألفت انتباه الجميع و سارعوا للداخل ليروا أحد الأطفال مكبلاً علي الفراش و الأطباء يبدأون في تخديره اندفع القائد للداخل و خلفه بعض عناصر فرقته الذين قبضوا علي الأطباء و من ثم شرع في فك قيود الفتي المرتعش الذي لم يستطع مقاومة مفعول المخدر أو الخوف لأكثر من ذلك و سقط مغشي عليه في أذرع القائد الذي حمله خارجاً به حيث العربات المجهزة لنقل الأطفال جميعاً إلي ملجأ تحت أعين الدولة مع تحضير أخصائي نفسي لهم فلقد عانوا الكثير وبحق ثم ألقي نظره علي القابع بين يديه كم يبدوا بريئاً للغاية

"سيادة القائد أعتقد أنه ليس من الممكن وضعه رفقة باقي الأطفال فرؤيتهم له و هو مخدر بهذا الشكل من الممكن أن يؤثر علي نفسيتهم سلباً ما رأيك سيدي في ركوبه عربتنا عوضاً عن العربة المجهزة لنقل الأطفال؟"

كان الرد علي اقتراحه هو إمائة بسيطة من رأسه ثم دلف إلي العربة ضاماً رأس الصغير لصدره عسي أن يبث ذلك بعض الطمأنينة إليه من ثم إلتفت إلي جواره مردفاً

"أيها النقيب جيمس أرجو تجهيز الملفات الخاصة بهؤلاء الأطفال و من أين أتوا فور وصولنا إلي المقر فأنا أريد إنهاء تلك القضية في أسرع وقت ممكن لأجل العودة إلي بلادي مرة أخري"

هز الأخر رأسه مظهراً أنه تفهم الأمر من ثم أرسل لمن في المقر بتجهيز الملفات

The Wolf حيث تعيش القصص. اكتشف الآن