17- رحيل

137 23 34
                                    

.
.
.
.
.
.

يوم اسمه الوداع
وقف سبعتهم مع رئيسة الخدم بالغرفة الرئيسية فقد انقضت ساعات الصباح برمشة عين عكس مُبتَغاهم

طَرقات متتالية في الباب تبعها دخول رجل متوسط القامة ، يرتدي نظارات سميكة و سترة بنية اللون ، بدا في الثلاثينيات من عمره و لم يبدو كرجل ناضج بسبب ألوان ملابسه الغير متلائمة و مظهر شعره الفوضوي نوعا ما

طلبَتْ منه السيدة هارزي ان يتبعها الى مكتبها ليوقع على اوراق تخص التبني
خرج بعد دقائق قليلة و كأنه مستعجل و لا تقلّه رئيسة الخدم عجلةً فقد حملت حقيبة نيكي و وضعتها بيد المتبني
لم يبْقى سِوى أن تطْرُدهما
تبدو سعيدة و هي تتخلص من أحد أطفال ميتمها

واجه كل من المتبني و نيكي الأطفال الستة مع رئيسة الخدم
حان وقت الوداع الأخير

لم يستطع أحد منهم التفوه بكلمة
إحمرت أعين نيكي و إنكمش وجهه و هو يحاول إيقاف دموعه التي تنذر عن انفطار قلبه حزناً

تحمحمت رئيسة الخدم و رفعت صوتها مخاطبة الأولاد :
"لتودعوه فورا لا تضيعوا وقت الرجل"

يصطف الأطفال من هيسونق إلى سونو أخيرا

"سنفتقدك كثيرا"
"إياك أن تنسانا ! تعال لزيارتنا أيضا"
"أستمتع بوقتك و لا تحزن !"
"تذكر أن الهيونقز سيهتفون لك دائما"
"عش بسعادة و لا تحزن بعد الآن ، سنلتقي مجددا بلا شك"

و لم ينبس سونو بكلمة

شيئا فشيئا أنذرت عيناه بهطول الأمطار
تجمعت الدموع فيهما و نزلت كالشلال
تبعها صوت شهقاته و التي امتزجت بصوت بكاء نيكي ايضا
تقدم سونو منه و قام باحتضانه فتبعهما باقي الأطفال

لو شهدت الشمس تلك اللحظة لَخَفَتَ نورها حزنا و شفقة

استعجلتهم السيدة هارزي مرارا و تكرارا
حتى توعدت لهم بالعقاب

سحب المربي يد نيكي و ركبا العربة التي لم تبعد عن الباب الا بخطوات و كان ذلك آخر ما شهدوه

.
.
.
.
.
.


تجمعوا بغرفة الجلوس كستة اطفال على غير العادة

لم يتوقف سونو عن البكاء منذ الظهر و كذلك جونقوون الذي لم يتحمل رؤيته كذلك

تنهد جاي بيأس للمرة الألف و نظر للصغيران مخاطبا إياهما
"عليكما التوقف الآن ، ليس و كأنه رحل للأبد"

مخلوقات الميتم Orphanage Creatures Where stories live. Discover now